أخبار دوليةسلايدر

أطباء يعربون عن صدمتهم لحال دور المسنين في كيبيك

وافق جراحون وأطباء عيون وأخصائيو أمراض الجهاز الهضمي على مساعدة الممرضات لإطعام أو رعاية نزلاء دور رعاية المسنين في كيبيك التي تضررت من فيروس كورونا المستجد، لكن ما عايشوه صدمهم للغاية.

والجراح إيف بنديفيد، البالغ من العمر 49 عامًا، هو واحد من بضع مئات من الأطباء المتخصصين الذين استجابوا لدعوة رئيس وزراء كيبيك العاجلة لسد النقص الهائل بالممرضات ومقدمي الرعاية في دور المسنين.

ويقول إنه اصيب ب”صدمة” بعد ان أمضى يوما واحدا في مركز رعاية طويلة الأجل في مونتريال بسبب نقص الموظفين والمعدات الواقية ووجود مصابين لا يرتدون كمامات.

ويروي لوكالة فرانس برس أن “المرضى كانوا يعانون من الجفاف، ربما لم يشربوا الماء طوال اليوم” مضيفا “كنت أعتقد بأنني سأقدم الكثير من الأدوية والرعاية الطبية والتمريضية، لكن مساهمتي الأكبر اقتصرت على تقديم أكواب من الماء”.

ويتذكر قائلاً “كانت عيونهم مجوفة وافواههم جافة والسنتهم خشنة” متابعا “نحن في مركز إقامة رعاية طويلة الأجل في مونتريال والناس عطشون بسبب نقص الموظفين”.

وخلال اليوم الذي عمل فيه من الساعة الرابعة عصرا لغاية منتصف الليل، قام بنديفيد بتهيئة جثمان لمراسم الدفن وقدم وجبات طعام وبدل حفاضات المرضى ووزع الأدوية لأول مرة في حياته.

وأضاف “لم أكن أتوقع توزيع الأدوية، فهذه المهمة في الحقيقة مخصصة عادة للممرضات لأسباب تتعلق بالسلامة” مشيرا إلى أنه كان قلقا أحيانا من إرتكاب أخطاء.

ويقوم أخصائي أمراض الجهاز الهضمي إيتيان ديليت بمهام الممرض المساعد منذ 19 إبريل، ويضع كمامة جراحية على وجهه ويربط شعره بوشاح ويرتدي ثوبا واقيا أزرق لمدة 12 ساعة في اليوم.

وقال هذا الاختصاصي لوكالة فرانس برس، الذي أثارت انتباهه تقارير عن وجود منشآت هجرها جزء كبير من الموظفين الذين اصابتهم العدوى او يخشون ذلك “إن ما صدمني للغاية، عند بداية الأزمة، هو وجود أماكن تفتقد للعمال من أجل إطعام الناس”.

وأكد ديليت، الذي جاء لتقديم المساعدة في دار شارتويل، وهو مؤسسة للمتقاعدين في لونجويل، جنوب مونتريال “هذا ما دفعني إلى المشاركة، وهذا أمر مؤكد”.

وشهدت مقاطعة كيبيك وحدها أكثر من نصف عدد حالات الوفاة بوباء كوفيد-19 في كندا، وأكثر من 8 من بين 10 حالات وفاة تحدث في دور رعاية المسنين. وتعد منطقة مونتريال الأكثر تضررا.

واضطرت المقاطعة، التي لم تكن قادرة على ملء نقص مئات الممرضين في هذه المراكز إلى دعوة الجيش لمساندتها.

وأوضح ديليت “كوني شابًا وطبيبًا، أفضل أن اكون في المقدمة. وفي حال لم يحالفني الحظ واصبت بالعدوى، فأنا أعلم أن لحدوث عواقب فرصا قليلة”.

وفي شارتويل، أصبح هذا الأب البالغ من العمر 35 عامًا “رجل جميع المهام”، فهو يساعد في تقديم العناية واحضار الطعام إلى النزلاء ويوزع الأدوية عليهم ويطمئنهم.

ويعرب طبيب العيون رالف كيريلوس (31 عام) الذي وصل به المطاف إلى مركز جيفري هيل، في مدينة كيبيك، عن “صدمته” من كيفية التعامل مع الوباء في المنشأة.

وأنتقد المعايير مؤكدا ان “أسلوب تجنب تفشي المرض يجري كيفما أتفق” ومشيرا إلى المرضى الذين “يخرجون ويتجولون ويتلاقون”.

وتنهد قائلا “لن استغرب إن طالت العدوى جميع من في الطابق”.

وبعد مخالطته لدار للمسنين، عاد طبيب العيون إلى العمل في المستشفى بدون أن يمضي فترة الحجر الصحي، التي لا تعد إلزاميًة طالما تم احترام جميع الإجراءات الصحية.

وقال كيريلوس الذي أطمأن الى عدم اصابته بالفيروس “كان الخوف يعتريني دائمًا وكنت أقول هل عرضت نفسي؟ وهل سأنقل الفيروس إلى مرضاي الذين أعالجهم في طب العيون؟”.

لكن مخاوفه تبددت بعدما تم استدعاؤه مجددا للعمل في المركز خلال مايو.

المصدر: الدار ـ أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى