الرأيسلايدر

عمدة طنجة.. أو “رجل التوابيت”..!

الدار/ طنجة:

عندما بدأت جائحة “كورونا” في التفشي، كانت أول صورة لعمدة طنجة تلك التي يظهر فيها وهو محاط بمجموعة من التوابيت، في إشارة إلى كونه على أتم الاستعداد لمواجهة الوباء، وبدا وكأنه يؤكد تلك الدعابة التي تناقلها الناس عبر وسائط التواصل الاجتماعي لقبور كثيرة محفورة وعبارة تقول: استعدادنا كامل لمواجهة الوباء.

عمدة طنجة، الذي يمثل عقلية حزبه “العدالة والتنمية” في إدارة الأمور، لم يقدم من الحلول لمواجهة الوباء سوى تلك الصورة التي ظهر فيها بين التوابيت، ثم خرج نهائيا من الصورة، حيث ظلت سلطات طنجة هي اللاعب الاساسي في مقاومة الوباء، في مدينة تضم بين جنباتها ملايين السكان، والكثير من المناطق الصناعية والمراكز التجارية الكبرى، وكل ذلك يعني أن درجة خطورة الوباء ترتفع أكثر.

وفي الوقت الذي يحس السكان بارتياح  للإجراءات الرسمية المتخذة لمقاومة الوباء، فإنهم يتساءلون عن دور عمدة العدالة والتنمية في هذا المشهد، وهو الذي فشل حتى في العثور على أمكنة مناسبة مخصصة لدفن الموتى في الأيام العادية، فبالأحرى في حال تفشت الجائحة، لا قدر الله.

وعلى الرغم من الكلام الكثير الذي لاكه عمدة طنجة، عندما كان في المعارضة، حول ضرورة توفر المدينة على مقابر إضافية، في ظل الارتفاع الكبير لأعداد السكان، إلا أنه فشل في تحقيق وعوده بعد أن صار عمدة، حيث أن مقابر المدينة صارت تضيق يوما بعد آخر، في الوقت الذي يقوم وحوش العقار بقضم أطراف كبيرة من الأراضي المخصصة للمقابر، وسط صمت مطبق للعمدة، الذي يفضل التقاط الصور مع التوابيت، عوض البحث عن أماكن لدفنهم.

وعلى الرغم من أن حزب العدالة والتنمية يهيمن على مجلس المدينة بأغلبية مطلقة، ويشكل أغلبية مطلقة أيضاً في المقاطعات الأربع لطنجة، إلا أنه فشل في تحقيق وعد سابق بتخصيص جزء من غابة الرهراه إلى مقبرة، بسبب استئساد أباطرة التجزيء “السري”، الذين وقفوا بقوة ضد هذا المشروع لأنه يشكل حجر عثرة في طريقهم لتحويل الغابة إلى غابة حقيقية من الأسمنت.

عمدة العدالة والتنمية بطنجة، أو “عمدة التوابيت”، كما أصبح السكان يلقبونه، فشل حتى في وقف الفوضى الكبيرة التي تعيشها مقابر طنجة، حيث صارت القبور تتكدس بشكل غريب، والمثير أنه يتم إخراج موتى “قدماء” من قبورهم ليدفن فيها أموات آخرون، وهذا ما أصبح يثير سخطا كبيرا في المدينة.

زر الذهاب إلى الأعلى