إريك شميدت .. الشخص الذي قاد تحول جوجل إلى عملاقة تقنية
قليلون هم من يتركون بصمات استثنائية في عالم الأعمال، وتظل إنجازاتهم مؤثرة لعشرات السنين في حياة الشركات والأفراد في مختلف أنحاء العالم، ولكن يستحق إريك شميدت، إحدى ركائز بناء عملاق محرك البحث العالمي جوجل، أن ينتمي إلى هذا العالم المؤثر.
في فبراير 2020، أعلن شميدت تخليه عن منصبه كمستشار تقني لشركة ألفابيت، وهي الشركة الأم لشركة جوجل، لينهي مسيرة 19 عاما قاد خلالها تحول الكيان من مجرد شركة ناشئة إلى واحدة من أكبر الشركات العالمية.
بدأت علاقة شميدت بجوجل عام 2001، قادما من شركة Novell المتخصصة في تصنيع البرامج والتي توسعت تحت رئاسته التنفيذية في مجال معالجة تقنيات الهواتف المحمولة وألعاب الفيديو عبر الإنترنت.
هذا النجاح، عزز قدرة شميدت على تولى مهام الرئيس التنفيذي لشركة جوجل بعد 3 سنوات من تأسيسها على يد لاريج بيج وسيرجي برين.
نجح الرجل في بناء هيكل مؤسسي لشركة جوجل حتى طرحت أسهمها في اكتتاب عام بورصة ناسداك في 19 غشت 2004، في عملية اقتربت قيمتها من 1.66 مليار دولار أمريكي.
وظل شميدت على رأس الإدارة التنفيذية لجوجل على مدار 10 سنوات حتى تقلد منصب المدير التنفيذي لمجلس الإدارة، في خطوة تستهدف تخفيف حجم المهام والأعباء التنفيذية الملقاة على عاتقه.
ولكن في عام 2015 كان شميدت على موعد تحدي جديد في إطار إعادة هيكلة جوجل، إذ شغل منصب المدير التنفيذي لشركة ألفابيت التي تم تأسيسها لتكون الشركة الأم لجوجل.
وبعد عامين وتحديدًا في 2017، انتقل شميدت إلى منصب استشاري تقني يقدم من خلاله خلاصة خبراته التكنولوجية لتطوير الشركة، وهو المنصب الأخير لدينامو جوجل داخل جدران الشركة.
ومع ذلك، يواصل شميدت مسيرته المهنية على الصعيد الحكومي، إذ يرأس مجلس الابتكار الدفاعي الذي يقدم استشاراته التكنولوجية إلى البنتاجون في مجالات متطورة مثل التعلم الآلي.
كما أنه يرأس أيضا لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي، والتي تعمل على تقديم استشارات وتوصيات في عالم الذكاء الاصطناعي لأغراض الدفاع لصالح الكنونجرس.
ولم يتوقف دور شميدت عند ذلك الحد، حيث تم الإعلان مؤخرا من جانب أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك، أن الرجل سيرأس اللجنة المُكلفة بتحديث البنية التكنولوجية بالولاية فيما يتعلق بالخدمات الصحية والتعلم عن بعد أثناء مكافحة فيروس كورونا.