مصنع أميركي ينتقل من المخبوزات إلى سوائل التعقيم
تحول مصنع “بيستري ستار” لإنتاج حشوات المخبوزات الراقية الذي تملكه عائلة بيكو في لوريل بولاية ماريلاند الأميركية إلى ورشة عمل لإنتاج معقمات اليدين في ظل تفشي أزمة كورونا.
قبل تفشي كوفيد 19، كان مصنع “بيستري ستار” الذي أسس في الولايات المتحدة العام 1986، يقدم مجموعة واسعة من الحشوات التي تستخدم في المخبوزات وكان يمد شركات مختلفة بمنتجاته المتنوعة.
لكن منذ تفشي الفيروس القاتل، قام الموظفون بتخزين أكياس السكر وأوعية الكراميل وعلب معجون اللوز العملاقة ليتيحوا مكانا لكحول الأيزوبروبيل والغليسرين.
فهناك طلب كبير على معقمات الأيدي ما دفع عائلة بيكو إلى محاولتها المساعدة في تلبية الطلب المتزايد.
وقالت الفرنسية ميراي بيكو التي أسست “بيستري ستار” مع زوجها “بالنسبة إلينا، من السهل جدا تصنيعها”.
وأوضحت أن الشركة حصلت على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية (إف دي إيه) على تركيبة المطهر في “أقل من أسبوعين”.
لكن المشكلة الكبرى تمثلت في العثور على الزجاجات والأغطية المناسبة. وكانت هناك مشكلة أخرى وهي الحصول على المواد الكيميائية، إذ ارتفعت أسعار مكونات المطهر أربع مرات مع استمرار الأزمة.
ولن تغير عائلة بيكو خط عملها، وصناعة معقمات الأيدي ليست إلا أمرا موقتا كما أنها طريقة لإبقاء الشركة شغالة مع تراجع الطلب على منتجاتها العادية.
وباع المصنع ما لا يقل عن 4500 زجاجة من معقم الأيدي في أسبوعين. لكن الطلب على هذه المنتجات قد يرتفع بسرعة مع تحرك المزيد من الولايات الأميركية نحو إعادة الفتح.
كانت بداية العام 2020 جيدة لـ “بيستري ستار”.
ويعود الفضل في ذلك إلى خطوط الرحلات البحرية، وهي زبون رئيسي لعائلة بيكو، ومحلات السوبرماركت التي تبيع منتجات راقية مثل “هول فودز” وموزع الجملة “سيسكو” الذي كان يبيع منتجات “بيستري ستار” للمطاعم الفاخرة في أنحاء الولايات المتحدة.
وقال أنتونين بيكو (27 عاما) الذي تولى العمليات اليومية لشركة العائلة قبل حوالى سنة “وصلت المبيعات إلى أدنى مستوياتها وكانت نحو صفر لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع”.
وأضافت والدته ميراي “لقد مررنا بأزمات في السابق مثل هجمات 11 سبتمبر وإعصار كاترينا والكساد الكبير لكننا لم نشهد مطلقا توقفا لأعمالنا اليومية”.
واجتمعت الأسرة حول طاولة لمناقشة المستقبل، كما روى أنتونين وتابع “قلنا إنه يجب علينا إما أن نغلق أبوابنا أو أن نبقي الشركة ونبتكر لكي نتمكن من إبقاء موظفينا في العمل”.
وبعد هذا الاجتماع، ابتكرت الشركة مفهوم “باتش أند بايك” وهو عبارة عن صناديق من المكونات التي يمكن للطهاة المنزليين استخدامها لصنع المخبوزات.
تعمل كريستين غيغريتش وهي طاهية متخصصة في المعجنات تبلغ من العمر 30 عاما في “بيستري ستار” في مختبرها لوضع اللمسات الأخيرة على منتج يمكن صناعته في المنزل.
وشرحت “نحاول أن نكون أكثر إبداعا للوصول إلى الأشخاص العاديين بدلا من الزبائن الكبار فقط”.
تحتوي علب الورق المقوى على مكونات تم قياسها مسبقا وتشحن في حاوية خاصة للحفاظ على طزاجتها حتى يتمكن السكان المحجورون في المنزل من صنع قوالب الحلوى والكعك والكوكيز والخبز.
وكل ما على الزيون فعله هو اتباع الوصفة التي ابتكرها غيغريتش. وأوضحت الطاهية الشقراء التي تضع قناعا، إن الوصفات تم اختبارها في ظروف الحياة الواقعية في المنزل، ولم تختبر في فرن متطور وبأدوات احترافية.
وقد تجد هذه الصناديق زبائنها خصوصا عندما يصبح من الصعب الحصول على الدقيق في بعض محلات السوبرماركت.
وقال أنطونين بيكو “ستكون التجارة الإلكترونية سابقة بالنسبة إلينا”.
وأوضح “نحن نستهدف سكان المدن الذين سافروا والذين تذوقوا المخبوزات الفرنسية”، مشيرا إلى أنه يرى هذه الأزمة فرصة لشركته للتطور.
إلا أن مستقبل موظفيه غير مؤكد وبعضهم قلق. وقد أجبر العديد منهم على البقاء في الحجر الصحي بعد إظهار أعراض فيروس كورونا.
لكن عائلة بيكو وفريقها ما زالوا متفائلين ويعتقدون أن الأيام المقبلة ستكون أفضل.
وقالت غيغريتش بابتسامة “الشيء الجيد في صناعة الأطعمة هو أن الناس يحتاجون دائما إلى تناول الطعام”.
المصدر: الدار ـ أ ف ب