تراخي نظام بلادهم في التعامل مع ”كورونا“ زاد سخطهم.. الغضب يتصاعد في أوساط الإيرانيين
على الرغم من معرفتهم بتفشي الفيروس، أصرّ النظام على إجراء انتخابات برلمانية في شباط/فبراير الماضي
مع تفشي فيروس “كورونا” في جميع أنحاء إيران، بدأت ثورة هادئة تتأجج داخل البلاد. فسوء تعامل النظام الإيراني مع جائحة “كورونا” والإستهتار الذي مورِس من قبل السلطات هناك، يعتبر عاملاً أساسياً بارزاً لغضب الناس البارز عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
فمذبحة 1500 متظاهر في نوفمبر 2019، وإسقاط طائرة مدنيّة على متنها 176 راكباً والتستر على ذلك حتى وقت لاحق، فضلاً عن الحادث الأخير في خليج عمان بين بارجتين إيرانيتين، كلها عوامل تساهم في تفاقم الوضع السيء بالفعل، ويزيد من سخط المواطنين على القيادة الإيرانية.
ومع أزمة “كورونا”، والتضليل الذي تمارسه السلطات الإيرانية، فضلاً عن الأكاذيب المتعلقة بعدد مصابي وضحايا الفيروس، تعتبر الباب الأقوى لتحرك الجمهور الإيراني، باعتبار أن القرارات التي اتخذت على مستوى القيادة ساهمت في الإنتشار الكبير للفيروس، وبالتالي خسارة أكبر في الأرواح بالبلاد.
فعلى الرغم من معرفتهم بتفشي الفيروس، أصرّ النظام على إجراء انتخابات برلمانية في فبراير الماضي، وإقامة الإحتفالات العامة لذكرى “الثورة الإسلامية في إيران”، وذلك قبل إصدار أي تصريحات علنية بشأن وجوب التباعد الإجتماعي.
لقد جاءت كل هذه الأنشطة على الرغم من حقيقة أن وزير الصحة الإيراني السابق حسن غازي زاده قد كشف أنه “حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من الوباء في ديسمبر الماضي”.
ولذلك، مع انكشاف الإستهتار الإيراني والجريمة الفاضحة التي اقترفتها السلطات بحق المواطنين، انفجر الغضب الشعبي عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
ومع هذا، لقد تجاهل الزعماء الدينيون كل التحذيرات الصحية بشأن الفيروس، وأبقوا المساجد والمراكز الدينية الأخرى مفتوحة. لم تأبه السلطات للخطر الكبير، وكان هناك اعتبار أن الولايات المتحدة تحاول إغلاق مدينة قم الدينية، ولذلك أبقوا على المقامات هناك مفتوحة.
واعتبر رجل الدين الإيراني، سيد محمد سعيدي، أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استهدف مدينة قم الدينية في إيران بفيروس كورونا، من أجل تدمير ثقافتها وعظمتها باعتبارها ملجأ الشيعة في العالم”. وقال: “العدو يريد بث الرعب في قلوب الناس، بإظهار مدينة قم غير آمنة”.
وعلى صعيد الجمهور، فإن النقمة واضحة. لقد شوهدت النساء تبتعد عن الالتزام بالقواعد الصارمة للزي المخصص لهم. وكعلامة على الوحدة الوطنية، يغني الإيرانيون “إي إيران” (يا إيران) المحبوب من قبل الشعب الإيراني، لكن النظام لا يتقبّله.
لقد اتخذ الإيرانيون خطوات داخل مجتمعاتهم لسد الفجوة التي تركها قادتهم لضمان حصول المستشفيات على الإمدادات الكافية وتغذية عمالها. كانت هناك تقارير عن المحسنين والفنانين والمنظمات غير الحكومية التي تزود المستشفيات والطاقم الطبي بالأقنعة والأثواب والأغذية. من تلقاء نفسها، تحولت بعض المصانع إلى إنتاج الإمدادات الطبية.
كل ذلك يدلّ على أنّ الإيرانيين اتحدوا أكثر بسبب إشمئزازهم من النظام، والثقة بينه وبين المواطنين تحطّمت بشكل لا رجعة فيه. إنّ ضعف قادة إيران يوفّر فرصة للولايات المتحدة لتوسيع سياستها لتشمل تعزيز العلاقات مع الشعب الإيراني. ولذلك، على الولايات المتحدة أن تضمن دعم مجموعات المساعدة غير الحكومية ومدّها بالإمدادات التي تُقدّم مباشرة للشعب الإيراني.
ومع هذا، فإنّه يجب على أمريكا الدفاع عن حقوق الإنسان للإيرانيين والتي تشمل الحق في المياه النظيفة والصرف الصحي المناسب، وهو أمر أساسي في بلد يعاني من سوء إدارة المياه، وكذلك منحهم الحق في انتقاد قادتهم. على وجه التحديد، يمكن لقادة الولايات المتحدة التحدث عن اضطهاد الأقليات، بما في ذلك الأقليات الدينية، وإساءة معاملة السجناء السياسيين وتعذيبهم.
المصدر: الدار ـ وكالات