هكذا كشفت أزمة “كورونا” الصورة الحقيقية لفرنسا في تدبير الأزمات لدى المغرب
الدار / ترجمات
بتسجيل أزيد من 26000 حالة وفاة و140.000 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد “كوفييد19″، أظهرت جائحة الفيروس التاجي أن النظام الصحي في فرنسا، الذي أشادت وسائل الإعلام، لا سيما في المغرب الكبير، بقوته وجودته، أبان عن محدوديته أيضًا. فبالمقارنة مع تونس والمغرب والجزائر، واجهة فرنسا “مذبحة” من حيث الإصابات والوفيات بالفيروس المستجد.
في تحليل للوضع الوبائي في فرنسا، يشير موقع maghreb-intelligence.com الى أن “الأداء المؤسف فيما يتعلق بميزانية 11.3٪ المخصصة للصحة في فرنسا، لا يشكك بأي حال من الأحوال في الأطباء والعلماء الفرنسيين، الذي ينحدر جزء كبير منهم من الهجرة المغاربية “، لكن” الإدارة السياسية في الجمهورية الخامسة أثبتت أن البلاد في أزمة منذ خمسة عشر عاما، اذ أحست الشعوب المغاربية التي تعودت على ردود فعل سريعة للقادة تجاه الأزمات الدولية مثل الازمة الصحية الراهنة، تشعر بخيبة أمل كبيرة.
في مواجهة جائحة كوفيد 19، “أصبح زعيم العالم الناطق بالفرنسية، مانويل ماكرون، متشابكا في تناقضاته”، يؤكد الموقع، الذي أشار الى أن من بين الأخطاء الأخرى التي ارتكبها إيمانويل ماكرون والتي عجلت بوقوع الوضعية الحالية بخصوص كورونا، نقلا عن نداء الفرنسيين للذهاب إلى دور السينما والمسارح وتنظيم الجولة الأولى من الانتخابات البلدية. وكما لو أن ذلك لم يكن كافيا ، فقد أصدر الرئيس الفرنسي “حجرا صارمًا للغاية، مع إقرار الإجراءات القاسية والعقابية ضد الفرنسيين المخالفين لحالة الطوارئ الصحية.
من حيث إدارة أزمة كوفيد 19، أثبتت فرنسا أنها سيدة الارتجال. لأسابيع طويلة، “واجهت صعوبة في تتبع الإصابات والمخالطين، بنفس معدل ألمانيا أو إسبانيا”. الطامة الكبرى وقعت عندما اتخذت قرار باستخدام علاج هيدروكسي كلوروكين لعلاج الحالات المبلغ عنها. اندلعت “حرب أهلية حقيقية” داخل الأوساط الطبية والعلمية، وسط اتهامات بانتماء “مستشارين” معينين لقصر الإليزيه مع مختبرات الأدوية. يقول maghreb-ntelligence.com“في مشهد لايليق بدولة العالم الثالث فما بالك بقوة أوربية وعالمية مثل فرنسا.
ويكشف المصدر نفسه أنه في الوقت الذي “صنع فيه المغرب وتونس ملايين الأقنعة الواقية وأتاحهما لمواطنيهما بأسعار رمزية، واجهت السلطات الفرنسية صعوبات في توفيرها. فالنموذج الفرنسي، سواء من حيث الدراسات أو الوظيفة المهني، هو اليوم “تحت ضغط شديد” بالنسبة للأجيال المغاربية.