إيطاليا تحاول إنقاذ موسمها السياحي بإعادة فتح حدودها وتظاهرات في ألمانيا رفضا لما تبقى من قيود
أعلنت إيطاليا السبت إعادة فتح حدودها للسيّاح، فيما استأنفت ألمانيا مباريات دوري كرة القدم وأعيد فتح الشواطئ في فرنسا، ما يعكس استمرار رفع القيود المفروضة في عالم متضرّر من فيروس كورونا المستجدّ الذي أدّى إلى ركود اقتصادي غير مسبوق.
وتسبّب الفيروس بوفاة 309296 شخصاً في العالم منذ ظهوره في ديسمبر في الصين، حسب حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس حتّى الساعة 19,00 ت غ السبت استناداً إلى مصادر رسميّة.
وسعياً إلى إنقاذ الموسم الصيفي في بلد تُمثّل السياحة نحو 13 بالمئة من إجمالي ناتجه المحلّي، أعلنت إيطاليا رفع الحجر الصحّي الإجباري على الزوار الأجانب وإعادة فتح حدود البلاد للسياح من الاتّحاد الأوروبي.
لكن يُمكن مراجعة هذه التدابير في حال بروز “تهديد وبائي”، وفق ما ورد في بيان حكومي. وإيطاليا ثالث أكثر الدول تضرّراً في العالم، بحصيلة بلغت 31600 وفاة نتيجة كوفيد-19.
ويُعاد فتح كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان الإثنين. أمّا كاتدرائية فلورنسا فستوفّر آلات صغيرة لزوّارها تنبّههم في حال اقتربوا أكثر من مترين من بعضهم، في إجراء هو الأوّل من نوعه عالميّاً.
وبات الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) أوّل بطولة كبرى تُعاود نشاطها السبت بعد توقّف دام قرابة شهرين بسبب تفشي كورونا، ولكن أمام مدرّجات بلا جمهور، ووفق بروتوكول صحّي صارم سيغيّر جذريّاً المظاهر المحيطة باللعبة، مثل منع المصافحات والاحتفالات بصيغتها المعهودة لدى تسجيل الأهداف.
وقال مدرّب نادي بايرن ميونيخ هانزي فليك “العالم أجمع ينظر الآن إلينا”، مؤكّداً أنّ نجاحاً صحّياً سيُعطي “إشارة لكلّ الرابطات الأخرى”.
أما فرنسا، الوجهة السياحية الأولى في أوروبا، فأعادت فتح عدد من المواقع البارزة السبت، منها جبل سان ميشال وكاتدرائية شارتر ومزار لورد.
لكن لا يُسمح بزيارتها سوى لسكّان المنطقة، إذ تبقى التنقّلات محصورة ضمن مسافة 100 كلم في البلد الذي أحصى أكثر من 27500 وفاة جرّاء وباء كوفيد-19.
وبعد قضاء شهرين داخل منازلهم، قصد آلاف الباريسيّين في أوّل نهاية أسبوع خارج الحجر الصحّي الغابات المحيطة بمنطقة “إيل دو فرانس”. وقالت ليز بالم الطبيبة البالغة 55 عاما “اشتقت كثيراً إلى الطبيعة”.
وسمحت السلطات بفتح شواطئ عدّة، على أن يكون استخدامها “نشطاً”، أي للسباحة أو الرياضة عموماً من دون الجلوس في الشمس أو تناول الطعام في الهواء الطلق أو تنظيم نشاطات جماعية.
من جهتها، أعادت اليونان فتح شواطئها الخاصّة بعدما فتحت شواطئها العامة في 4 مايو، لكن شرط التزام قواعد صارمة مثل حظر الجلوس على مسافة أقل من أربعة أمتار عن الشخص المجاور.
في انكلترا، شهدت أول نهاية أسبوع منذ تخفيف تدابير الحجر تدفق الزوار على المنتزهات والمواقع السياحية، ما جعل من الصعب أحياناً احترام إرشادات التباعد الاجتماعي.
ويُنتظر تجوّل نحو 15 مليون سيّارة نهاية هذا الأسبوع في شوارع انكلترا، وفق استطلاع أجرته جمعية “روايات أوتوموبيل كلوب”.
في المقابل، لا تعتزم ألمانيا فتح حدودها قبل 15 يونيو رغم ضغوط شديدة تُمارس في هذا الاتجاه. غير أنها أعادت فتح حدودها مع لوكسمبورغ السبت وليّنت شروط عبور الحدود مع النمسا وسويسرا.
وشهدت أنحاء مختلفة من البلاد تظاهرات شارك فيها الآلاف ضد ما تبقى من قيود، ويتزايد الزخم الذي تكتسبه هذه الاحتجاجات مع مرور الوقت.
في مدينة كونستانز على الحدود الألمانية السويسرية، احتفل المئات، وبينهم مسؤولون منتخبون بإعادة فتح الحدود جزئيا، رافعين كؤوسهم أمام الكاميرات.
وفرضت السلطات الإسبانية حجرا صحيا على مجموعة من المهاجرين تم إنقاذهم قبالة سواحل فويرتيفنتورا في وقت تحاول البلاد الحد من احتمال وصول إصابات بفيروس كورونا المستجد من الخارج، حسب ما أفاد مسؤولون محليون السبت.
من جهتها، حذّرت منظمة الصحة العالمية السبت من أن رشّ المطهرات في الشوارع على غرار ما يحصل في بعض الدول، لا يقضي على فيروس كورونا، وينطوي على مخاطر صحّية.
في إفريقيا، تمكّن سكّان أبيدجان من العودة إلى حاناتهم الشعبية، ولو أن الخوف لا يزال منتشرا. وقالت هيميا صولانج واتارا التي قصدت “شي غناوة” مساء الجمعة في حي يغص بالحركة في هذه المدينة بساحل العاج “ما زلنا خائفين من المرض”.
في الكونغو، أعلنت السلطات أنه سيتم يوم الإثنين بدء “رفع الحجر تدريجا وعلى مراحل”.
فالفيروس الذي حذرت منظمة الصحة العالمية بأنه “قد لا يختفي أبدا” يواصل انتشاره الفتاك، ولا تزال دول عدة تلزم تدابير مشددة سعيا إلى كبحه.
في تشيلي، استيقظت العاصمة سانتياغو السبت على حجر صارم بأمر من الحكومة بعد تسجيل زيادة في الإصابات وتضاعف عدد الوفيات اليومية خلال يومين.
في الهند، يغرق النظام الصحي في العاصمة الاقتصادية بومباي تحت وطأة الوباء، فتكتظ المشارح بالجثث فيما يبقى بعضها ملقى في غرف المستشفيات، ويضطر بعض المرضى لتشارك الأسرّة. وقال الطبيب ديباك بايد “النظام يخضع لضغط هائل، إنه يكاد ينفجر”.
وكانت للوباء وطأة مدمرة بصورة خاصة على قطاع الطيران. وأعلنت شركة “إير كندا” بدورها مساء الجمعة تسريح أكثر من نصف موظفيها الـ38 ألفا.
في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تأثرا جراء الفيروس حيث تخطى عدد الوفيات 87500، ارتفعت البطالة إلى مستوى قياسي إذ باتت تطال حوالى 15% من القوى العاملة.
وصوت مجلس النواب الجمعة على خطة مساعدة تاريخية بقيمة ثلاثة آلاف مليار دولار لمواجهة الأضرار الاقتصادية للوباء، لكن الرئيس دونالد ترامب أعلن أن النص الذي طرحه الديموقراطيون “ولد ميتا”.
من جهة أخرى، توقع ترامب مجددا الجمعة تطوير لقاح قبل نهاية العام “وربما قبل ذلك”.
غير أن وزيرة البحث الفرنسية فريديريك فيدال لم تشاركه السبت هذا التفاؤل إذ صرحت بأنه يمكن “أن نأمل في لقاح بعد حوالى 18 شهرا، لكن من غير المنطقي الاعتقاد أن بإمكاننا التقدم بشكل أسرع من ذلك، إلا إذا عرّضنا سلامة الناس للخطر”.
وتحدثت وكالة الدواء الأوروبية الخميس عن مهلة سنة، وهو برأيها سيناريو “متفائل”.
وأطلق أكثر من مئة مشروع بهذا الصدد في العالم وتجري حوالى عشر تجارب سريرية بينها خمس في الصين، بحثا عن علاج لكوفيد-19.
وتعقد الدول الـ194 الأعضاء في منظمة الصحة العالمية الإثنين اجتماعا عبر الفيديو سعيا إلى تنسيق جهود التصدي لوباء كوفيد-19، غير أن اللقاء سيتم في ظل مواجهة مباشرة بين واشنطن وبكين تهدد بتقويض المحادثات.
المصدر: الدار ـ أ ف ب