الدار/ رضا النهري:
انقضى شهر رمضان في أجواء استثنائية، مثلما بدأ، بسبب فيروس “كورونا”، هذا الفيروس الذي غير المثير من العادات الرمضانية بفعل الحجر الصحي، وهو ما أثر أيضاً على جانب مهم من السلوكات الرمضانية المتمثلة في إدمان مشاهدة عدد كبير من المسلسلات العربية التلفزيونية التي تتصارع فيما بينها بشكل شرس من أجل ان تحظى بأكبر نسبة من المشاهدة في هذا الشهر.
واذا كانت هذه المسلسلات تخلق الجدل باستمرار، فإن الجدل رافقها بشكل اكبر في المرة الأخيرة، ليس فقط بسبب ترافقها مع تفشي فيروس “كورونا”، بل أيضاً بسبب هبوط اكبر في مستواها، بحيث بدا انها مثل وجبات سريعة رديئة تفتقر لأسس ومقومات العمل الفني المتكامل، وكان الهدف منها كان فقط ان تحظى بالبث في رمضان مهما كان مستواها.
وباستثناء مسلسلات قليلة جداً حظيت بقبول نسبي، فإن الأغلبية الساحقة من هذه المسلسلات تركت استياء واضحا بين المشاهدين، الذين كانوا اكثر عددا بكثير من شهور رمضان السابقة بفعل بقائهم في منازلهم والتزامهم بتعليمات الحجر الصحي، وهو ما جعل هذه المسلسلات، رغم مستواها الهابط، تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة.
وساهم فيروس كورونا في هذا التردي، حيث ان عددا من المسلسلات اضطرت الى وقف التصوير بفعل حظر التجمعات البشرية، فيما أكملت باقي المسلسلات عمليات التصوير فيما يشبه “التهريب”، واغلبها تسابقت مع الزمن من أجل إكمال التصوير في ظروف صحية استثنائية، مما جعلها تسقط في هفوات تقنية وموضوعاتية غير مسبوقة.
وحتى بعض النجوم الكبار لم يحظوا بالثناء على مسلسلاتهم المبثوثة خلال رمضان، مثل النجم المصري عادل امام، الذي تعود على تقديم مسلسل ناجح في كل موسم رمضاني، غير انه لقي الكثير من النقد في مسلسله الأخير “فلانتينو”، الذي لم يحظ بقبول كبير بين المشاهدين، خصوصا وان عادل امام بدا فيه متعبا جداً وغير قادر على إقناع المشاهدين بموهبته الفذة في مجال الكوميديا
الموسم الرمضاني لم يكن خاليا من المسلسلات السياسية، او حتى الخيال العلمي، مثل المسلسل المصري “النهاية”، الذي يتنبأ بزوال اسرائيل بعد بضعة عقود، والذي اثار غضبا في تل أبيب على اعتبار ان مصر غير متعودة على انتاج مثل هذه المسلسلات التي قد تضر باتفاقية السلام بين البلدين، غير ان هذا المسلسل، وغيره، لم يحظ بكثير من الثناء بين مشاهديه، الذين يعيدون كل عام نفس الانتقادات للأعمال الدرامية، غير ان انتقادات هذا العام كانت قوية أكثر.