أخبار دولية

ممارسات الصين في العالم تكشف عن تخبّط كبير: معركتها خاسرة

ما تقوم به الصين من تكريس للخصومة مع الكثير من الدول سيُفشل مشروعها التوسّعي

تواصل الصّين عرض عضلاتها في هونغ كونغ وبحر الصين الجنوبي، كما أنها تُصعّد في خطابها العدائي اتجاه تايوان والولايات المتحدة. فكل ما تقوم به بكين هو دليلٌ على السقوط في الهاوية، خصوصاً أن من يبدأ بخوض المعارك العشوائية، يكون قد دخل في مرحلة متقدّمة من التخبط.

وربّما تكون بكين قد شهدت أنّ مكانتها العالمية تتعرض لضربة كبيرة بسبب فيروس “كورونا”، ومع المساعي لعودة البلاد إلى طبيعتها، فإن الصين تجد نفسها في وضع القوة المتهالكة. فعلى مختلف الأصعدة، فإن ما يتبيّن هو أن الصين تعمد إلى زيادة النيران اشتعالاً، فهي لم توفّر جهداً لضرب هونغ كونغ من جديد، وهي مستمرّة بتحدّي العالم والولايات المتحدة بشكل خاص. وفي الواقع، فإن الصين تزيد العداء مع محيطها مثل هونغ كونغ، كما أنها أبقت الصراع قائماً مع تايوان، وهي تسعى لفرض السيطرة عليهما من جديد، وتعتبر أن مثل هذه القضايا هي شؤون داخلية.

ووفقاً للمراقبين، فإنّه لو كانت قيادة الصين حكيمة، وتدرك ما تفعل حقاً، لكانت عمدت إلى إصلاح الأضرار التي نجمت عن فيروس “كورونا” الذي انطلق من عندها. ولذلك، فإن ما تقوم به الصين من تكريس للخصومة مع الكثير من الدول سيُفشل مشروعها التوسّعي، باعتبار أنها تريدُ تغيير النظام العالمي، وهي استغلت أزمة الوباء المستجد للسير بهذه الخطّة. يعتبر المحلّلون أيضاً أن الصين تحاول فرض سيطرتها من بوابة الإستبداد والقمع، فلا مراعاة لحقوق الإنسان في وقت يتزايد انتهاك حقوق الأقليات العرقية المسلمة مثل الإيغور، كما أنها تسعى لإستغلال وباء صحيّ لتكريس نفوذها، وهو ما يعتبر لعبة استغلالية للوصول إلى القيادة العالمية على حساب الأرواح”.

وبينما يواصل العالم حربه ضدّ “كورونا”، فإنّ الصين زادت من التوتر مع الهند، خصوصاً بعد مناوشات وقعت مؤخراً بين جنود صينيين وهنود بمنطة متنازع عليها في المنطقة الحدودية بين البلدين. كذلك، أقدمت بكين على إنشاء منطقتين إداريتين جديدتين في بحر الصين الجنوبي، وزادت من توغلاتها وغير ذلك من الأنشطة في المنطقة. وفي أبريل الماضي، صدمت سفينة صينية تابعة لخفر السواحل قارب صيد فيتنامي وأغرقته، مما دفع الولايات المتحدة إلى تحذير الصين لكي “تتوقف عن استغلال الإلهاء أو ضعف دول أخرى لتوسيع مطالباتها غير القانونية في بحر الصين الجنوبي”. ولم يتوقف التدهور الصيني عند هذا الحد، بل ذهبت إلى حد بعيد لمواجهة أستراليا باعتبار أن الأخيرة أطلقت فكرة التحقيق الدولي بشأن منشأ فيروس “كورونا”. ولهذا، قامت الصين بوقف الواردات من الشعير الأسترالي، كما حظرت أكثر من ثلث صادرات أستراليا المعتادة من لحوم الأبقار إلى الصين.

وفعلياً، فإن ما تقوم به الصين على مختلف الأصعدة ليس إلا تحدياً للعالم بأسره، وهو الأمر الذي لن يجعلها تتقدّم مسافة واحدة إلى الأمام لتحقيق أهدافها المشبوهة. فكل ذلك واضحٌ وقائم، وما الخطوة الجديدة في هونغ كونغ الهادفة لسلبها استقلاليتها، ليس سوى إنزلاقاً نحو الإنهيار السياسي والقومي.

المصدر: الدار ـ  وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى