نساء

يلعب أطفالنا عبر الإنترنت أكثر من أي وقت مضى.. كآباء كيف نستغل هذا الأمر؟

نظراً لكون أغلب التلاميذ ما زالوا يدرسون من منازلهم، لا عجب أن ألعاب الإنترنت قد ازدادت بصورة ملحوظة خلال الأشهر القليلة الماضية.

يبدو أن استمرار القيود المفروضة على الأنشطة الترفيهية في المجتمع إلى جانب الآباء الذين يوازنون بين دعم انتقال أطفالهم إلى التعلم عبر الإنترنت ومزاولة وظائفهم من المنزل، يعني فقدان السيطرة على الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات. لكن هل ينبغي أن نشعر بالقلق حيال ذلك؟

كان اتجاه الأسر التي تقضي وقتاً أكثر في اللعب معاً في تزايد منذ بعض الوقت. تخبرنا أحدث دراسات Digital Australia Report أن 9 من أصل 10 منازل بها جهاز استُخدِمَ للعب، وأن 59% من الآباء يلعبون مع أطفالهم. من المحتمل أن تكون هذه الاتجاهات قد ازدادت خلال الجائحة الحالية. هذا هو الوقت المثالي لخوض حديث حول أنواع السرد القصصي الرقمي التي نشارك فيها، والحديث عن أنه كيف يمكن للآباء إعادة النظر في كيفية تأثير مشاركتهم أطفالهم في اللعب على التثقيف والتعلم.

يجسِّد السرد القصصي الرقمي القصص الغنية والمعقدة والمسلية في عالمنا. يحصل المستخدم اليومي على الأدوات لإنشاء ومشاركة القصص بشكل فوري، وذلك من خلال المدونات الصوتية ومقاطع يوتيوب ومقاطع تيك توك والأعمال الإبداعية على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافةً إلى مجموعة واسعة من تطبيقات الهواتف الذكية.

بينما كان الشِعر في يوم من الأيام بمثابة الوسيلة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إضفاء الإنسانية  والتحضر على الروح، تحولت صناعة الألعاب بشكل متزايد نحو سرد القصص لخلق طرق مبتكرة بالكلمات والقصص. إنه التعلم الذي يحدث من خلال هذه الأشكال الجديدة من السرد القصصي والذي ينبغي أن يصبح الأهم بالنسبة للآباء.

كتب جيمس جي باستفاضة عن فوائد اللعب في كتابه What Video Games Have to Teach Us About Learning and Literacy. درس الباحثون كذلك أنواع التعلم التي تتحقق عند إدراج الألعاب الرقمية في الفصول الدراسية الابتدائية والثانوية. لقد وجدوا أن اللعب والألعاب التعليمية تدفعنا إلى إعادة التفكير حول طريقتنا في تعليم القراءة والكتابة، ووجدوا أننا نعلم الأطفال أن يتساءلوا بشأن الأفكار والبيانات الصعبة التي يجدونها في ألعاب الفيديو، وأن المعرفة والمهارات التي يطورها الأطفال من خلال الثقافة الرقمية  تُؤهلهم لأن يصبحوا مشاركين فعّالين ونشطين في المجتمع المعاصر.

لكن مع ذلك كثير من الآباء والأمهات يعتقدون أن التعليم يمكن أن يقتصر على ما يفعله الطالب بقلم وورقة في ظروف زمنية. لطالما كان تعلم القراءة والكتابة أكبر من ذلك؛ إذ يتعلق بكيفية استخدامنا اللغة مع الآخرين. يتعلق الأمر بكيفية فهمنا للبيانات اللغوية والمرئية والموسيقية. ويتضح ذلك أيضاً في الطريقة التي نتعامل بها مع هذا الكم الهائل من الوسائط الرقمية التي تصاحب إصدارات الألعاب الجديدة في الوقت الحالي.

إذن كيف يمكننا أداء دور أكثر إيجابية في لعب أطفالنا؟

ابدأ من خلال التحدث مع أطفالك عن الألعاب التي يلعبونها. اكتشف الأنواع والمجموعات التي يستمتعون بها. ابحث عن الألعاب الأخرى التي تشترك في مواصفات مشابهة. اجلس والعب معهم. تبادلوا الأدوار في القضاء على أحد التنانين وبناء مدينة ما. تخبرنا الأدلة هو أن التواصل المرتبط بالحاسوب بين الأطفال ووالديهم يزيد التقارب بينهم. يقتضي تبادل الخبرات في العالم الافتراضي التلاقي في العالم الحقيقي أولاً.

نظراً للعدد الهائل من الألعاب عالية الجودة التي صدرت في السنوات القليلة الماضية، أصبح العثور على عوالم من القصص يمكن للبالغين والأطفال الاستمتاع بها معاً أسهل من أي وقت مضى. سواء كنت ترغب في العودة بالزمن إلى الوراء في شخصية قاتلٍ دموي كما في لعبة (Assassin’s Creed)، أو كنت تريد اكتشاف عالم ما بعد الحرب النووية كما في لعبة (Fallout 4)، أو تريد امتطاء جوادك الباسل عبر الغرب الأوسط الأمريكي كما في لعبة (Red Dead Redemption 2)، أو الهروب إلى جزيرة مهجورة لصيد الأسماك والحشرات، وإعداد منزلك المثالي كما في لعبة (Animal Crossing: New Horizons)، أو ترغب في إنشاء عالم جديد تماماً في مجرة بعيدة كما في لعبة (No Man’s Sky).

لم يكن هناك قط وقتٌ أفضل من الآن للسفر إلى عوالم رقمية مع أطفالنا لصنع قصص وذكريات جديدة معاً.

زر الذهاب إلى الأعلى