واشنطن تقطع علاقتها بمنظمة الصحة والبرازيل تغرق في الأزمة الصحية
قطعت واشنطن علاقتها بمنظمة الصحة العالمية التي يتهمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانحياز الى الصين، في وقت تغرق البرازيل في الأزمة الصحية فأصبحت الدولة الخامسة عالمياً من حيث عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجدّ. في الوقت نفسه، يتواصل رفع اجراءات العزل السبت خصوصاً في أوروبا. وتعيد إيطاليا فتح برج بيزا المائل الشهير أمام الزوار فيما تُعيد العاصمة الأوكرانية فتح مراكزها التجارية وفنادقها.
في فرنسا، يعيد متجر “غاليري لافاييت” الشهير السبت فتح أبوابه، مع فرض وضع الكمامات وقواعد التباعد الاجتماعي. وسمحت السلطات الفرنسية بإعادة فتح المتاحف والحدائق والمقاهي والمطاعم اعتباراً من الثلاثاء إلا أنها ستفتح باحاتها الخارجية فقط في باريس. وسيتمكن السكان من التنقل إلى مسافة أبعد من مئة كيلومتر من منازلهم. وفي بريطانيا، ستعاود عيادات طبّ الأسنان استقبال المرضى اعتباراً من الثامن من يونيو. وقال أحد المرضى دومينيك برايس من سالزبوري (جنوب)، إن بانتظار هذا الموعد طلب طبيب الأسنان منه أن يستبدل حشوة ضرسه بنفسه.
وبعد تراجع تفشي الوباء في وارسو باتت الكمامات غير إلزامية في الأماكن العامة. في المقابل، يتفاقم الوضع في البرازيل التي باتت بتسجيلها 27 ألفا و878 وفاة، خامس دولة عالمياً من حيث عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة (مئة وألفان و201) وبريطانيا (38 ألفا و161) وإيطاليا (33 ألفا و229) وفرنسا (28 ألفا و714) وقبل إسبانيا. ويرى علماء أن الأعداد الحقيقية في البرازيل أكبر بكثير من الأرقام المعلنة.
وأودى الوباء بحياة ما لا يقلّ عن 362 ألفا و28شخصاً في العالم منذ ظهوره في ديسمبر في الصين، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية الجمعة عند الساعة 19,00 ت غ. وتمّ تشخيص إصابة أكثر من 5,8 ملايين شخص في 196 بلداً ومنطقة.
من دون إحداث مفاجئة، نفّذ ترامب الذي كان علّق مساهمة بلاده المالية في منظمة الصحة العالمية، تهديده بقطع العلاقات مع المنظمة الأممية. وأعلن “إنهاء العلاقة” بين بلاده ومنظمة الصحة التي يتّهمها منذ بداية تفشي الوباء بأنها متسامحة جداً مع الصين حيث ظهر الفيروس قبل أن يتفشى في كافة أنحاء العالم. والولايات المتحدة هي أول مساهم في المنظمة. لكن ترامب أكد أمام صحافيين “أننا نعيد توجيه هذه الأموال إلى احتياجات أخرى ملحة في مجال الصحة العامة في العالم”.
ويتواصل تفشي الوباء العالمي في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وروسيا وكذلك يستمرّ غرق الاقتصاد العالمي في أزمة غير مسبوقة. ولا تزال دول عدة كانت نموذجاً في إدارتها للوباء وحققت نتائج إيجابية على غرار كوريا الجنوبية، في حالة تأهب.
في أوروبا، انتقلت خطة إنقاذ شركة “لوفتهانزا” العملاقة للطيران البالغة قيمتها تسعة مليارات يورو الجمعة إلى مرحلة حساسة جديدة مع توصل الحكومة الألمانية والمفوضية الأوروبية إلى اتفاق بشأن الشروط الأساسية لهذه العملية، لتجنّب إفلاس المجموعة. لكن لا أحد يعرف متى ستعود حركة الطيران إلى مستويات تسمح للشركات بأن تكون مربحة.
في الولايات المتحدة حيث يسيطر القلق بسبب تفاقم الوضع الاقتصادي، أعلن حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو الجمعة أنه يعتزم بدء رفع جزئي لتدابير العزل في مدينة نيويورك اعتباراً من الأسبوع الذي يبدأ في الثامن من يونيو، شرط أن تكون مؤشرات الصحة العامة مرضية. ولا يشمل القرار في البداية إلا جزءا من الاقتصاد، وبشكل أساسي قطاعي البناء والصناعة. ونيويورك هي المدينة الأكثر تضرراً في العالم جراء الفيروس بتسجيلها أكثر من 21 ألف وفاة.
وسُمح للمطاعم وصالونات تصفيف الشعر في لوس أنجليس البؤرة الرئيسية لكوفيد-19 في ولاية كاليفورنيا، الجمعة بإعادة فتح أبوابها بشرط تطبيق التدابير الوقائية. وينبغي على جميع الموظفين في هذه المحال وضع كمامة وكذلك بالنسبة للزبائن في الوقت الذي لا يأكلون فيه. في كاليفورنيا القوة الاقتصادية الخامسة عالمياً وتحلّ قبل بريطانيا وفرنسا، كانت البطالة شبه معدومة قبل تفشي الوباء. أما الآن فهي تضرب 24% من السكان البالغ عددهم أربعين مليوناً.
في إيطاليا، تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 5,3% في الفصل الأول من العام مقارنة بالفصل السابق وكذلك في فرنسا التي تدخل في ركود. أما في النمسا فقد تراجع إجمال الناتج الداخلي بنسبة 2,9%. وسجّل الاقتصاد الكندي انكماشاً بنسبة 8,2 بالمئة بالوتيرة السنوية في الفصل الأول من العام الجاري، في أكبر تراجع له منذ مطلع العام 2019. في الهند، سجّل الاقتصاد في الفصل الأول أدنى نسبة نمو منذ عشرين عاماً، فيما شهد الاقتصاد في البرازيل انكماشاً بنسبة 1,5% مقارنة بالفصل السابق.
في إسبانيا، فاقمت الأزمة الفقر وفجّرت طلب المساعدة الغذائية ما دفع بالحكومة إلى الموافقة الجمعة على خلق الحدّ الأدنى من الدخل الحيوي. وتمّ تحديد هذا الدخل بـ462 يورو في الشهر لشخص بالغ يعيش بمفرده. وستحصل حوالى 850 ألف عائلة، أي 2,3 مليون شخص، على 139 يورو في الشهر لكل شخص إضافي، إن كان بالغاً أو قاصراً، مع تحديد سقف 1015 يورو للعائلة الواحدة.
على المستوى الطبي، يعطي عقار أناكينرا المستخدم في الأصل لمعالجة التهاب المفاصل، نتائج “مشجّعة” للمصابين بكوفيد-19 في حالات خطيرة عبر تخفيض خطر الوفاة والحاجة إلى استخدام أجهزة التنفس في أقسام الإنعاش، وفق دراسة فرنسية تشكل بارقة أمل.
المصدر: الدار ـ أ ف ب