المواطنسلايدر

مقابل تشاؤم شعوب افريقيا جنوب الصحراء.. 96٪ من المغاربة متفائلون من مستقبل ما بعد كورونا

“لوموند”/ الدار_ترجمات

كشف استطلاع رأي حديث الصدور، نشرت نتائجه صحيفة “لوموند” الفرنسية، اليوم الثلاثاء، أن 8 من بين كل 10 أفارقة قلقون من استمرار تفشي وباء كورونا المستجد عبر ربوع القارة، فيما يخشى 6 من كل 10 مستجوبين أن تتدهور اقتصاديات بلدنهم جراء الجائحة.

وتوقع أزيد من نصف المستجوبين، بحسب نتائج ذات الاستطلاع، مستقبلًا سيئًا لأسرهم (53 ٪) وللشركات (54 ٪)، لدرجة أن 84 ٪ منهم يخشون أن يداهمهم  الفقر في حياتهم بعد انجلاء غمة فيروس كورونا المستجد.

كما أظهر الاستطلاع، الذي أعده مكتب الدراسات ” Deloitte”  و”معهد  OpinionWay ” و”وكالة 35 ° North”، أن 54٪ من المستجوبين يخافون من سوء أوضاعهم مابعد جائحة كورونا، اذ صرح 67٪ من الجزائريين المستجوبين، و 96٪ من المغاربة أنهم واثقون في مستقبل ما بعد الوباء، فيما عبر من ناحية أخرى، 70 ٪ من الذين شملهم الاستطلاع من بلدان افريقيا جنوب الصحراء، عن تخوفاتهم من حصول نقص في المنتجات الغذائية الأساسية مثل الأرز والذرة والقمح والدقيق والفاصوليا والزيت.

مقابل هذا التفاؤل والثقة في مستقبل ما بعد كورونا التي أبان عنها الجزائريون والمغاربة، بدا مواطنو  جنوب إفريقيا، رغم أن بلادهم أكبر اقتصاد في القارة الافريقية، أكثر تشاؤماً من مستقبل أوضاعهم ما بعد انجلاء الجائحة، حيث يعتقد 82٪ أنهم سيجدون صعوبة في الحصول على السلع الأساسية، علما أن جنوب افريقيا تحتضن حتى الآن أكبر عدد من الأشخاص المصابين بالفيروس وصل الى 34357 حالة مؤكدة، بشكل دفع السلطات الى إقرار قيود صارمة على الحريات في البلاد، والحجر الصحي، حظر التجوال، حتى أن المواطنين هناك منعوا من اقتناء السجائر والكحول.

وتوخى هذا الاستطلاع، الموسوم بعنوان “الرأي العام الافريقي في مواجهة أزمة كوفييد19″، استقراء آراء الأفارقة  بعد شهرين من تسجيل الحالات الأولى لكوفيد 19. وتم إجراء مقابلة هاتفية مع المستجوبين في الفترة ما بين  2 و 24 ماي المنصرم.

وشارك في الاستطلاع من “المناطق الحضرية” (60٪ من المشاركين) و “من القرى  (40٪)، كما عرف الاستطلاع مشاركة حوالي 500 شخص من الجزائر والمغرب ومصر وساحل العاج ونيجيريا وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب إفريقيا.

وتعليقا على هذه النتائج، توقع يشير هيوز كازيناف، رئيس معهد  OpinionWay أحد المشرفين على الاستطلاع، أن “يعود شبح أعمال الشغب التي عرفتها القارة الافريقية سنة 2008 وهو ما يزكي، على حد قوله، المخاوف التي تسطير على غالبية المستجوبين في هذا الاستطلاع، علما أن سنة 2008 عرفت تنظيم مظاهرات عنيفة جدا ضد ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في كل من  داكار، أبيدجان، واغادوغو، ياوندي، نواكشوط، جوهانسبرغ والقاهرة.

وأكد الاستطلاع أن تزايد المخاوف من أزمة الجوع، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في البلدان الأفريقية الثماني التي تم اختيارها للمشاركة في هذا المسح يعزى الى تعرضها بشكل مختلف تمامًا للفيروس التاجي، اذ يبلغ اجمالي المصابين بالفيروس في جنوب إفريقيا، ومصر، والجزائر، والمغرب، ونيجيريا ما يقرب من 66٪ من الوفيات و 60٪ من المتأثرين بالعدوى في القارة، بينما لم تسجل إثيوبيا، الكوت ديفوار، والكونغو الديمقراطية، سوى  117 حالة وفاة مقابل 7534 حالة إصابة..

وأكد الاستطلاع أن مستقبلا مظلما ينتظر القارة الافريقية بعد انفلاتها من الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، اذ يتوجب عليها أن تستعد لتحمل العبء الأكبر من التداعيات السلبية لركود الاقتصاد العالمي لأزيد من شهرين، وهو تأثير مضاعف، بحسب الاستطلاع، يُنظر إليه على أنه أمر لا مفر منه إلى حد ما، لكنه لا يمنع الأفارقة من البقاء راضين بشكل كبير عن موقف قادتهم.

وفي هذا الصدد، صرح  81 ٪ أنهم واثقون من قدرة زعمائهم وقادتهم على الحد من آثار الوباء، وهو الرقم الذي يتناقض بشكل حاد مع رأي الفرنسيين، على سبيل المثال، الذين أقر 59 ٪ منهم في نفس الوقت بثقتهم الضئيلة في حكامهم في استطلاع مماثل أجرته OpinionWay..

و تعليقا على ذلك، قال “فيليب بيردريكس”، من “وكالة 35 °”، وأحد المشرفين على الاستطلاع،  أن هذا الرضا القوي لعموم أفريقيا على تدبير قادتهم، وزعمائهم  لجائحة فيروس كورونا المستجد، سيفيد الحكومات التي كانت “نشطة للغاية من حيث التواصل مع كل من شركائها الدوليين ومع مواطنيها”، كما أن هذا الرضا مرده الى  “اجتهاد السلطات الوطنية المختلفة، لاسيما في  المغرب والسنغال في تعليق رحلاتها الجوية الدولية بطريقة وقائية منذ بداية مارس”.

زر الذهاب إلى الأعلى