هل يوجد مرض “حساسية الطقس” فعلا؟!
من الطبيعي أن يتفاعل جسم الانسان مع المؤثرات الخارجية لمحيطه وعلى رأسها التقلبات المناخية. ففور تغير درجة الحرارة والطقس، يبدأ الجسم في ضبط الجهاز العصبي استجابة لهذه المتغيرات، وفي موازاة لذلك قد تحدث تفاعلات هرمونية مختلفة.
فيما لا يشعر الكثيرون بأي أعراض مع تغيّر الطقس، يشكو آخرون من الكثير منها تتنوع بين آلام الرأس والشقيقة إلى ارتفاع أو نزول ضغط الدم على سبيل المثال لا الحصر. لكن هل هذا صحيح بالفعل؟ فهل الطقس مسؤول عن ذلك؟!
بالنسبة للأطباء الأمر وارد لكنه غير مؤكد. فالعديد من الدراسات التي حاولت الإجابة عن هذا السؤال اعتمدت على استبيانات تمّت فيها استشارة المشاركين حول تأثير التغيير المناخي على أجساهم وفق إدراكاتهم الشخصية، فحمّل العديد منهم الطقس المسؤولية عن أعراض يعانون منها بشكل دوري.
غير أن الملفت في إجابات المشاركين هو وجود إجماع على نوع من الأعراض المذكورة كآلام الرأس والإعياء والإجهاد وآلام المفاصل والأرَق. وهناك من شعر بهذه الأعراض يومين إلى ثلاثة أيام قبل تسجيل تقلبات مناخية.
وفي ظل عدم وجود دراسات تفصيلية حول مدى تورط الطقس في معاناة البشر، يرجح الأطباء أن المصابين سلفا بأمراض مزمنة خاصة، تتجدد أو تشتد معاناتهم حين يتغير الطقس. ويشير موقع فوكوس الألماني إلى أن آثار ارتفاع درجة الحرارة تظهر أساسا لدى مرضى الحساسية وارتفاع ضغط الدم. في المقابل انخفاض درجة الحرارة تظهر آثاره لدى مرضى الأوعية الدموية والتنفس.
قد يبدو الأمر منطقيا لأنه ومع انخفاض الحرارة تنقبض القصبات الهوائية والأوعية، وهو ما قد يتسبب في مشاكل إضافية بالنسبة لمرضى الربو على سبيل المثال. كذلك التغيرات المناخية التي تصحبها زوابع رملية أو غيرها يمكنها أن تزعج مرضى الحساسية بشكل كبير.
وتمثل الحرارة بدورها تحديًّا للمصابين بأمراض الأوعية الدموية والشرايين لأنها، وكما هو معلوم، تسرَّع جريان الدم في الجسم، خاصة الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم لا يمكنهم مجاراة سرعة أداء الدورة الدموية في هذه الحالة، ما تسبب لهم بمشاكل كثيرة.
يعتقد خبراء المناخ والأطباء أن ما قد يطلق عليه “حساسية الطقس”، من مشاكل العصر الحديث، لأنها نتيجة لابتعادنا عن الطبيعة. فنحن اليوم نقضي معظم أوقاتنا في الغرف المغلقة، أي أن أجسامنا لم تعد تعرف كيف تتعامل مع الهواء الطلق.
ومن يعتقد أنه يعاني من تأثير الطقس على صحته عليه أن يتبع نهج أجداده ويقضي أكثر أوقاته في الخارج. ولا ننسى أيضا التغيرات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية مؤخرا بسرعة تثير الفزع.