المواطنسلايدر

لا يمكن إسقاط الحجر الصحي بالضربة القاضية..!

الدار/ رضا النهري:

يعلو الجدل شيئا فشيئا بين الناس هذه الأيام، هناك من يدعو إلى إطالة الحجر الصحي ولو قليلا، وهناك من يدعو إلى إيقافه بشكل كامل ونهائي، وهناك من يمسك العصا من الوسط ويطلب التخفيف منه وجعل الناس أسياد أنفسهم في التعامل مع الفيروس.

وكيفما كان هذا الجدل فالحجر لم يعد هو الحجر، والناس صاروا أكثر عددا في الشوارع، أحيانا يخرجون بلا هدف معلوم، ولو أن الفرصة أتيحت لهم بلا حدود لملؤوا الأسواق والشوارع والشواطئ في رمشة عين، لكن، لحسن الحظ، لا يزال هناك بعض منطق الصرامة لتخفيف لهفة إسقاط الحجر بالضربة القاضية.

وفي الأيام القليلة الماضية انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج يعارض أي تمديد للحجر الصحي بعد 10 يونيو، والحجة الكبيرة التي يستند إليها أصحاب هذه الدعوة هي أنه لا يمكن احتجاز أربعين مليون مغربي كل هذه الأشهر لمجرد أن أقل من عشرة آلاف أصيبوا بالفيروس، وأقل من 300 ماتوا.

تبدو الحجة منطقة وسليمة، على الأقل ظاهريا، لكنها في الباطن تنسف نفسها بنفسها، لأن هذا الرقم، حتى وإن كان منخفضا، إلا أن لا أحد يضمن، مستقبلا، أن يبقى في هذا المستوى المنخفض في حال تم إنهاء الحجر بشكل نهائي، فالخبراء لا يكادون يعرفون شيئا عن الفيروس، وهم لم يعرفوا عنه الكثير في الماضي والحاضر، فكيف سيعرفون عنه في المستقبل..

لكن أسوأ ما في دعوة إنهاء الحجر بدعوى انخفاض الوفيات والإصابات، هو أنها نسيت، أو تناست، أن تلك النسب المنخفضة لم تتحقق لأننا محظوظون، أو لأن الفيروس أشفق علينا من دون شعوب الأرض، بل تحقق ذلك لأنه كانت هناك صرامة كبيرة في تطبيق الحجر الصحي، ورغم التراخي الذي أبان عنه البعض، إلا أن التطبيق الصارم، على العموم، لعب دورا حاسما في جعل الوفيات والإصابات عند ذلك المستوى المنخفض.

ما يجدر التأكيد عليه هو أنه لم يعد هناك حجر صارم خلال الأيام الماضية، وصار الاعتماد أكثر على تفهم الناس ومدى نضجهم، وهذا الاعتماد سيكبر في الأيام المقبلة، سواء تم تمديد الحجر رسميا أو لم يتم، ففي النهاية فإن كل واحد راع وهو مسؤول عن رعيته.. وصحته.. وصحة مجتمعه. وهذا يكفي.. لكن لا يمكن إسقاط الحجر فجأة.. بالضربة القاضية.

زر الذهاب إلى الأعلى