الدار/ رضا النهري:
في بلدان لا يتوقع كثيرون أن توجد بها رياضة كرة القدم، أو أية رياضة عموماـ تجري بها أشياء غريبة، إلى درجة يصعب تصديق أن فضائح جنسية من عيار ثقيل يمكن أن تحدث في بلدان مثل أفغانستان أو هايتي.
وقبل بضعة أيام، انفجرت في هايتي فضيحة كروية مدوية، وهي فضيحة لم تفاجئ الناس فقط لأنها فضيحة جنسية كبيرة في كرة القدم النسائية، بل فاجأت الكثيرين الذين لم يكونوا يتصورون أن تكون في البلاد كرة قدم رجالية، فبالأحرى وجود كرة قدم نسائية.
ويبدو أن البلدان المغمورة في كرة القدم هي التي يسارع مسؤولوها إلى إنشاء فرق أو دوريات، أو حتى منتخبات نسوية لكرة القدم، لأنه حينما تغيب الإنجازات الرجولية في الكرة، فإن المسوؤلين عن الكرة يبحثون عن إنجازات نسوية، ليس في ملاعب الكرة، بل على الفراش.
الفضيحة الجنسية في هايتي فجرتها لاعبة كرة في المنتخب المحلي، وجهت اتهامات مباشرة لرئيس الاتحاد الهابتي لكرة القدم السابق، إيف جان بارت، الذي وصفته بأنه لم يكن يوافق على طلب لاعبة كرة بالسفر إلى الخارج للاحتراف إلا بعد أن توافق على المرور من فراشه.
وتقول لاعبة الكرة، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لوسائل إعلام محلية، إن بارت، بدأ باستفزاز اللاعبات مباشرة بعد تعرض هايتي لإعصار “ماثيو” سنة 2016، وتلقيه مساعدات من “الفيفا” بملايين الدولارات، وهو ما جعله يتقوى ماديا ومعنويا، وصار السلطة الكروية الأولى في البلاد، ويقرر في مصير اللاعبات، وفي أجسادهن أيضا.
ما جرى في هايتي، حدث مثيل له في أفغانستان، التي سبق أن حولت ملاعبها لإعدام المعارضين في زمن طالبان، لكن بعدها بدأت عمليات إعدام رمزية للاعبات المنتخب المحلي لكرة القدم، حيث صار رئيس الاتحاد الأفغاني لكرة القدم، سابقا، كرم الدين كريم، يتخذ من اللاعبات ما يشبه الجواري أو عبيدا للجنس.
ما حدث في هايتي وهايتي، تعتقد الفيفا انه يحدث في بلدان أخرى كثيرة مغمورة كروية، والتي لا تسلط عليها أضواء الإعلام، مما يجعل مسؤوليها في مجال الرياضة يتخذون من كرة القدم النسوية وسيلة لخلق “شبكة دعارة” منظمة.