لجنة المرأة العربية.. المصلي تستعرض جهود المغرب في مواجهة جائحة كورونا وتداعياتها
استعرضت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، جميلة المصلي، في الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته لجنة المرأة العربية على المستوى الوزاري، مجموع التدابير والقرارات التي اتخذها المغرب وفاقت 550 إجراء، لمواكبة تنفيذ الحجر الصحي، أو التخفيف من الآثار الاجتماعية والتداعيات الاقتصادية.
ووفق بلاغ للوزارة، فقد سجلت المصلي خلال الاجتماع المنعقد عن بعد، أمس الأربعاء، حول “بحث آثار فيروس كوفيد19 على المرأة والفتاة.. الفرص والتحديات”، أن الظرفية الاستثنائية المرتبطة بمواجهة آثار جائحة فيروس كورونا “كوفيد – 19″، تطلبت مستوى عاليا من الوطنية والالتزام والتضامن والتعاون، والاجتهاد والإبداع الوطني الصرف لإيجاد حلول للتغلب على انتشار هذا الوباء، ومواجهة تداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي هذا الصدد، أكدت الوزيرة على تكييف مختلف البرامج مع الظرفية الجديدة، والتتبع المستمر لوضعية المواطنات والمواطنين المعرضين أكثر لخطر جائحة كورونا، في إطار الاختصاصات الموكولة إليها، وتتبع المبادرات المجالية لضمان حماية الفئات الهشة من الإصابة بالوباء، مبرزة تأقلم الصناعة المغربية والوضعية التي فرضتها الجائحة، وملاءمة إنتاجها مع الظرفية الحالية، عبر تعبئة آلياتها لتصنيع الكمامات والأقنعة.
وتطرقت المصلي، على الخصوص، إلى مختلف التدابير والإجراءات الاستعجالية لحماية الفئات الهشة، بما فيها الأطفال المتكفل بهم بمؤسسات الرعاية الاجتماعية والأطفال في وضعية الشارع؛ والأشخاص في وضعية إعاقة؛ والنساء والفتيات في وضعية صعبة؛ والأشخاص المسنون المتكفل بهم بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، والأشخاص في وضعية الشارع.
وفي إطار هذه البرامج، يضيف البلاغ، ذكرت الوزيرة بإطلاق خطة وطنية لحماية الطفولة، وكذا حملة وطنية رقمية توعوية وتحسيسية انخرط فيها عدد من الفنانين والإعلامين، لحماية النساء والفتيات من كل أشكال العنف، للحيلولة دون تفاقمه في ظروف الحجر الصحي، والوعي بضرورة استثمار السياق الحالي لتعزيز قيم العيش المشترك ونشر قيم السلم والتفاهم داخل الأسرة.
وأشارت، في هذا السياق، إلى دعم منصة رقمية “كلنا معك” المخصصة للاستماع والدعم والتوجيه للنساء والفتيات في وضعية هشة، وخط هاتفي مفتوح لاستقبال النساء في وضعية صعبة أو في وضعية عنف، المبادرة التي أطلقها الاتحاد الوطني لنساء المغرب الذي ترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم.
وشددت الوزيرة على أن مراكز الرعاية الاجتماعية أخذت حيزا كبيرا ضمن برامج وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، من خلال عدة مبادرات وإجراءات همت الأطفال والمسنين والأشخاص في وضعية إعاقة المتكفل بهم داخل هذه المؤسسات.
ولم يفت المصلي استعراض تدابير مواجهة آثار جائحة “كوفيد 19” التي قامت بها المملكة في ظل هذه الأزمة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والمتمثلة على الخصوص في إحداث صندوق خاص لتدبير تداعيات الجائحة، والتكفل بأزيد من 7 آلاف شخص من المغاربة العالقين بالخارج، ودعم أكثر من خمسة ملايين أسرة على الصعيد الوطني تضررت من الجائحة، والآلاف من المأجورين موازاة مع مبادرات دعم القطاعات الاقتصادية المتضررة.
وأضاف البلاغ أن الاجتماع شكل أيضا فرصة للتذكير بمبادرات المملكة على الصعيد الدولي، حيث أشارت الوزيرة، في هذا الصدد، إلى اقتراح جلالة الملك إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الإفريقية، تهدف لإرساء إطار عملياتي من أجل مواكبة مختلف مراحل تدابير مواجهة جائحة كورونا، وكذا المبادرة الملكية بإرسال مساعدة طبية إلى 15 دولة إفريقية، من أجل مواكبتها في جهودها لمحاربة جائحة “كوفيد-19”.
ونوهت المصلي، بالمناسبة، بجهود وسائل الإعلام الوطني في التوعية والتحسيس بمخاطر الوباء والإجراءات الاحترازية، وكذلك التعريف بالخدمات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة المغربية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والصحي في مواجهة الجائحة.
واعتبرت الوزيرة أن القوة في ظل هذه الجائحة، تكمن في إحياء قيم التضامن والتكافل التي ميزت أداء كافة مكونات الشعب المغربي بفضل ترسيخها وتأصيلها في الثقافة المغربية، مؤكدة أن هذه الثقافة برزت بشكل قوي على مستوى سياسة الدولة تجاه الفئات الهشة، وعلى مستوى المجتمع المدني، وعلى مستوى مختلف الفاعلين المؤسساتيين.
كما ظهرت، هذه القوة، حسب المسؤولة الحكومية، في جاهزية المواطنات والمواطنين للامتثال للسياسات ومختلف الإجراءات التي اتخذتها السلطات لصالحها في ظروف استثنائية.
المصدر: الدار ـ و م ع