الدين والحياةسلايدر

في خضم تنامي الفهم المتشدد للدين..دراسة ترصد أهمية السياق في فهم النص الشرعي

الدار/ خاص

في خضم تنامي الفهم السقيم للنصوص الدينية في أوساط التيارات المتطرفة، التي تجزئ النصوص، والمفاهيم ذات الصبغة الشرعية عن محاضنها الأصلية في الكتاب والسنة، أكدت دراسة أعدتها الرابطة المحمدية للعلماء، أهمية استحضار السياق في فهم النصوص الشرعية.

وأشارت الدراسة، التي أعدها الدكتور مولاي الحسين ألحيان ونشرتها مجلة “الاحياء”، الى  المنزلة المكينة والمهمة التي يحتلها السياق  بين ضوابط فهم النص في الإسلام، مؤكدة بأن هذا الأمر “سجل حضورا قويا في فكرنا الإسلامي تنظيرا وتطبيقا، واعتمده علماؤنا أساسا لتصحيح الفهم، والإرشاد إلى المراد، والتضييق من شقة الخلاف”.

وأوضحت الدراسة أننا في الوقت الراهن الحاجة إلى العناية بهذه الأداة المنهجية وهي السيق في ثلاثة مستويات: الأول؛ تحديد مفهومه في البيئات العلمية التي نبت فيها، وأدرك القائمون عليها ماله من أثر في تجلية المعنى، وتوليد الدلالات. الثاني؛ وظيفته في بيان الملابسات والظروف والأحوال التي صيغ فيها النص، تحقيقا لمصلحة معتبرة، أو درءا لمفسدة متوقعة.

الثالث؛ أثره الإيجابي في التوفيق بين روح النص ولفظه، وبين الهدف الثابت للشارع والوسيلة المتغيرة، وبين قضايا الأعيان المرتبطة بظرف زمني خاص، وما تقتضيه مصلحة الأمة والدين إذا تبدلت تلك الظروف، وبين ما هو من قبيل التشريع والتكليف، وما ليس من باب التشريع والتكليف…

وأوضحت ذات الدراسة أن ” النظر واستحضار السياق في هذه المستويات الثلاثة يساعد على سداد الفهم واستقامته”، مبرزة أن “فهم النص الشرعي ضمن إطاره القدسي يسهم في دفع للفهوم والتفسيرات المتفلتة من ضوابط وقوانين الفهم السليم، وكذا الإسهام في التصدي لدعاة القراءة الجديدة للنص الديني.

 هذه القراءة المتسلحة بمناهج، تضيف الدراسة، تنطلق من تطبيق العلوم الإنسانية على النصوص الدينية، نازعة عنها القدسية، وقاتلة فيها المعنى، ومحطمة للسياق، ومفككة للعلاقات القائمة بين العبارات والألفاظ، ومعطية للتأويل مجالا لا حدود له”.

وإذا كان النظر إلى السياق مفهوما ومصطلحا ونظرية يعتبر بوابة ضرورية، ومنطلقا أساسيا لكشف معنى هذا المصطلح، تؤكد الدراسة، “فإن الواقع يطرح أهمية وضرورة  نقل هذه الأداة المنهجية من التجريد والتنظير إلى أداة حية فاعلة منتجة، وقد كانت في يوم ما كذلك بين يدي علمائنا الأعلام، فأثمرت وأنتجت وحلت معضلات الإشكال والإجمال والاحتمال الذي يعتري ألفاظ النصوص.

وخلصت ذات الدراسة الى أن “أهمية هذه الأداة المنهجية واضحة في مدونات الأصول والتفسير وفقه الحديث، كما وجدت أيضا نماذج تطبيقية عملية لها، اذ تبين، كما يقول الدكتور مولاي الحسين ألحيان مؤلف الدراسة، أن “بالإمكان اعتماد هذه الوظائف والإرشادات لتيسير فهم النص الشرعي، وتجديد النظر إليه وفق حاجات الأمة ومتطلباتها المعاصرة، سيما وقد ساهمت إلى أبعد حد في ضبط التفقه في النص، وتنـزيله على واقع الناس”.

زر الذهاب إلى الأعلى