استئناف نشاط النقل السككي، مكسب هام للمواطنين والاقتصاد الوطني
تشكل عملية استئناف نشاط النقل السككي، التي انطلقت اليوم الخميس بعد دخول قرار السلطات العمومية الانتقال إلى المرحلة الثانية من مخطط تخفيف الحجر الصحي حيز التنفيذ، مكسبا متميزا للعديد من المواطنين الذين لم يكن بإمكانهم التنقل لأزيد من ثلاثة أشهر إلا بوتيرة محدودة للغاية.
وبعد الاستئناف التدريجي للرحلات التي تؤمن الربط بين المدن بفضل قطارات خطوط “البراق” و”الأطلس”، صار بإمكان العديد من المغاربة أخيرا زيارة عائلاتهم بعد أشهر من الفراق جراء الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة “كوفيد -19”.
كان ذلك حال يوسف الذي أوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على متن قطار “البراق” أنه بعدما امتثل بشكل تام لتدابير الحجر الصحي يشعر الآن بسعادة غامرة لتمكنه أخيرا من امتطاء القطار لزيارة والديه.
وفي الواقع، فإن هذا الاستئناف التدريجي لنشاط السكك الحديدية يهم محاور طنجة – الدار البيضاء ، وفاس – الدار البيضاء – مراكش ، والدار البيضاء – الناظور ووجدة، والدار البيضاء – آسفي وخريبكة ، وكذلك طنجة – فاس ووجدة، ويتم في إطار الاحترام التام للتدابير الوقائية والسلامة الصحية.
من جهتها، أكدت سهام موظفة في الرباط، أنها “تشعر بالكثير من الراحة” لتمكنها من السفر مجددا لرؤية عائلتها، مؤكدة في المقابل أنه يتعين الامتثال والتقيد بالتدابير الوقائية الصارمة لاسيما احترام التباعد الاجتماعي بين المسافرين وتعقيم الأيدي باستمرار.
وفي السياق ذاته، وضع المكتب الوطني للسكك الحديدية رهن إشارة المسافرين المحلول المعقم بالمحطات والقطارات، وعمل على تعزيز التنظيف والتعقيم بشكل مستمر للقطارات والفضاءات المشتركة بالمحطات.
كما تم وضع علامات تشوير أرضية بمحطات القطار وبث إعلانات صوتية للتوعية بضرورة احترام التباعد الاجتماعي في فضاءات الانتظار بمحطات القطار والأرصفة.
وبالإضافة إلى ذلك، تم فرض إجبارية ارتداء الكمامات الواقية وخفض نسبة بيع التذاكر وملء القطارات بـ 50 في المائة خلال هذه المرحلة، مع إلزامية الحجز المسبق على جميع القطارات.
وفي إطار الحرص دائما على احترام التدابير الصحية، فقد تقرر أن يخضع التنقل انطلاقا من محطات منطقة التخفيف 2 للإجراءات المسطرة من طرف السلطات المعنية والمتمثلة في إجبارية التوفر على ترخيص مهني أو استثنائي صادر عن السلطات المحلية لأسباب طارئة.
وينتظر أن يساهم استئناف نشاط النقل السككي، لاسيما عبر قطارات “البراق”، في إنعاش الاقتصاد الوطني الذي يؤمن الربط بمنطقة تشكل 44 في المائة من تعداد الساكنة المغربية وتساهم بنحو 60 بالمائة في الناتج الداخلي الوطني الخام.
وبعد شبه سبات، أضحى بإمكان قطاع الأعمال استئناف نشاطه يوتيرة تدريجية خلال مرحلة ما بعد الحجر الصحي، مدعوما بتدابير ضخمة للإنعاش من شأنها دعم الانتعاش الاقتصادي.
ومن أجل تحقيق ذلك، سيجد الفاعلون الاقتصاديون في “البراق” حليفا متميزا بفضل سرعته والراحة التي يوفرها وكذا تجربة السفر التي يتيحها.
كل هذه العوامل تفسر النتائج المشجعة للغاية التي حققها القطار فائق السرعة الوحيد من نوعه بالقارة الإفريقية، خلال السنة الأولى من استغلاله (2019)، حيث تنقل عبره ما مجموعه مليونان ونصف مليون مسافر، بمعدل يومي ناهز 8250 مسافرا.
ويعتبر ذلك فأل خير بالنسبة للمواطنين الراغبين في تجديد اللقاء بأقربائهم بعد شهور عديدة من الفراق القسري، وكذا بالنسبة للمهنيين الذين يعتبر وجودهم ضروريا بالنسبة لحسن سير العمل داخل مقاولاتهم.
المصدر: الدار ـ و م ع