المواطنسلايدر

كما يتصرف فيل هائج في متحف القش..!

الدار/ رضا النهري:

ظاهرة غريبة تلت تخفيف إجراءات الحجر الصحي في العديد من البلدان الأوربية. لقد أحس الناس أنهم خرجوا من سجن افتراضي وعانقوا الحرية فجأة، فصاروا يفعلون ما يشاؤون وكأن كل المخاطر المتعلقة بفيروس “كورونا” لم تكن سوى كذبة أبريل.

ورغم أن معدلات الوفيات والإصابات لا تزال تتصاعد في العالم كله بشكل غير مسبوق، إلا أن الوجه الآخر من العملة هو أن هناك أيضا استهتار غير مسبوق بمرحلة ما بعد تخفيف الحجر الصحي.

وخلال الأيام القليلة الماضية، شهدت عدد من المدن الأوربية، وخصوصا في فرنسا، احتفالات حاشدة في الشوارع باليوم العالمي للموسيقى، وتجمع الناس، خصوصا الشباب من الجنسين في الشوارع والساحات العامة ورقصوا وغنوا وكأنهم طلقوا الفيروس بالثلاث.

والمثير أن فرنسا شهدت واحدة من أكبر معدلات الإصابات والوفيات بالفيروس، ومع ذلك فإن طريقة خروجها من الحجر تشبه انطلاق فيل هائج خرج لتوه من قفص.

وفي الجارة إسبانيا، لم يكن الوضع مختلفا كثيرا، حيث أن هذا البلد بدوره كان بؤرة حقيقية للوباء، ووصلت معدلات الوفيات اليومية به ألف حالة، مع عدد قياسي من الإصابات، لكن عملية تخفيف الحجر الصحي وسلوكات جزء كبير من السكان تثير الهلع.

وفي الأيام الماضية احتفلت عدد من المدن الإسبانية بتقليد محلي اسمه “حفلات سان جوان”، والذي يقام خصيصا في مدن الشمال الإسباني، حيث تقاطر عشرات الآلاف من السكان على الشوارع من دون كمامات ومن دون أي احترام لمعايير السلامة الصحية.

وسواء في فرنسا أو أوربا، فإن المسؤولين عادوا مجددا إلى التهديد بالعودة إلى فرض إجراءات صارمة للتقيد بالحجر الصحي، خصوصا مع ارتفاع معدل الإصابات بقوة في بؤر كثيرة، غير أن هذه التهديدات يبدو أنها لا تلقى أذانا صاغية من جانب الناس الذين صاروا يتصرفون في مرحلة ما بعد الحجر كما يتصرف فيل هائج في متحف القش.

زر الذهاب إلى الأعلى