متحف “السيلفي” بفيينا.. نبض جديد بعاصمة المتاحف العالمية
“نقضي أوقاتا ممتعة عاجة بالأحاسيس الجميلة.. نمرح ونتذوق ونؤرخ بالصور، لكننا لسنا بحاجة لتوضيب”. بهذه الكلمات ترتسم ملامح تجربة متفردة تدعو سكان وزوار العاصمة النمساوية فيينا ليكونوا جزءا من الفن بأول متحف لـ”السيلفي” بالعالم.
قد يبدو الإسم في البداية غريبا نوعا ما، لا سيما وأن رواد الفن دأبوا على نمط معين من المتاحف تقدم لوحات أشهر الفنانين، لكن أن تكون جزء من هذه اللوحات، أن تبث الحياة في مجسمات صامتة فهذا ما يميز متحف “السيلفي”.
بضاحية “فورلاوفشتخاسه” وسط بفيينا، حيث تتحاذى متاحف تختزن ذاكرة العالم، جس دت مجموعة من الشباب النمساويين هذه التجربة الفريدة، وأطلقوا نبضا جديدا يعرض جانبا من الفنون في قالب يواكب التكنولوجيا.
متحف “Nofilter museum” المخصص حصريا لموقع “إنستغرام” وغيره من المواقع التفاعلية، يوفر كل ما يلزم لالتقاط صورة “سيلفي” مثالية في إطار فني يعزز جاذبيتها غداة عرضها بهذه المواقع.
تتجاذب الزائر لهذا المتحف الفريد، الذي افت تح أواخر سنة 2019، جداريات ملونة وخلفيات مثيرة للانتباه، ينهل بعضها من ألوان ومؤثرات الطبيعة، ص ممت بطريقة مبتكرة لالتقاط صور ذاتية مميزة وتوثيق تجربة تغني الفنون ولا تنتقص منها.
بالإضافة إلى الصور الجميلة يتوخى المتحف، بحسب مديرته وأحد مؤسسيه بيترا شاغينر، جعل الفن أكثر جاذبية لدى فئة الشباب، باعتبارهم أبرز رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وفي ظل تراجع إقبال هذه الفئة على المتاحف والفنون عامة.
في تصريحها لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت شاغينر أن التجربة دعوة للانفتاح على الفنون والتفاعل مع تفاصيلها المرهفة “من خلال إبداع لوحات فنية تصنعها بنفسك ولنفسك”.
ويضم متحف الصور الذاتية أقساما أو غرفا تختلف من حيث التيمة والتصميم، وتوفر 24 تركيبا فنيا تفاعليا لالتقاط الصور من زوايا متعددة على مدى تسعين دقيقة.
من بين هذه الأقسام “غرفة الألوان” التي تحتوي على خلفيات بألوان ورسومات مختلفة، أنجزت بطريقة تستجيب لمختلف الأذواق والفئات، إضافة إلى “غرفة الطعام” حيث تجد أطعمة بلاستيكية في صيغة إكسسوارات ت وظ ف بحسب تيمة الصورة.
عن مستوى الإقبال على المتحف، أبرزت شاغينر أن فرادة التجربة اجتذبت الكثيرين لاكتشافها في البداية، لكن سرعان ما اكتسب المتحف شعبية كبيرة لدى زوار أغلبهم من الإناث وحتى الأسر من كافة الأعمار.
وأضافت المتحدثة أن المتحف، ورغم حداثة عهده، بدأ يكرس مكانته بين متاحف فيينا وبات له رواد مخلصون، موضحة أن خدماته تتجاوز العرض إلى إرشاد الزوار وتوجيههم لأخذ صورة “سيلفي” مثالية، وكذا توفير الزينة وزوايا وأفكار لالتقاطها.
وأشارت إلى أن إدارة المتحف تخطط لتوسيع التجربة وإغنائها بأفكار جديدة، وربما نقلها إلى مدن أو دول أخرى، بشكل يعزز من جاذبية النمسا وعاصمتها كقبلة عالمية للمتاحف والفنون.
فالزائر إذا لمتحف “السيلفي” موعود بتجربة فريدة يخرج منها بنفس جديد، اكتشف خلالها تقنية “السيلفي” من زوايا مختلفة، وربما تكون خطوة لتكريس مكانتها كأحد الفنون المعاصرة في المستقبل.
المصدر: الدار– وم ع