نحن مطالبون بإعادة اكتشاف آداب المساجد بعد افتتاحها
الدار/ رضا النهري:
قريبا ستفتح المساجد أبوابها بعد أزيد من ثلاثة أشهر من الإغلاق بفعل تفشي فيروس “كورونا“، وسيسعد الناس مجددا بولوج بيوت الله، غير أن هذه السعادة يجب أن تصحبها أشياء أخرى، من بينها الحذر.. ثم الحذر.
كثيرون لم يستوعبوا في البداية إغلاق المساجد، وبعضهم أرغدوا وأزبدوا “تضامنا” مع بيوت الله، مع أن الله سبحانه ينهى عباده عن إلقاء أنفسهم إلى التهلكة، والتهلكة يمكن أن تكون في أي مكان، في الشارع والمقهى والسوق والمسجد.
ستعود المساجد لفتح أبوابها وسيكون على الناس أن يعيدوا حساباتهم في قواعد التباعد الاجتماعي داخل بيوت الله، بل إعادة اكتشاف آداب المسجد، وهي آداب تخلى الكثيرون عنها، وصاروا يعتقدون أن المسجد هو المكان الوحيد الذي يمكنك أن تدخله كيفما اتفق، وهذا ما سبب الكثير من المشاكل.
سيكون على الناس، أو أغلب الناس على الأقل، أن يعيدوا اكتشاف فضائل النظافة عند الدخول إلى المسجد، خصوصا في هذه الأيام القائظة، لأن نزع الحذاء والدخول مباشرة إلى المسجد سيكلف الكثير صحيا، ومن المحبذ لو أن الناس يضعون في جيوبهم جوارب نقية خاصة يلبسونها قبيل دخول المسجد، وينزعونها بعيد الخروج.
على الناس أيضا أن يعرفوا أن سجاد المسجد ليس منزها عن الوسخ، رغم نظافته في غالب الأحيان، إلا أنه من الأفضل للمرء أن يحمل سجادته الخاصة معه، خصوصا في هذه الظروف العصيبة، وربما من الأحسن أن يترسخ حمل السجادة الخاصة إلى المسجد في كل الأوقات مستقبلا.
من الأفضل أن يضع الناس في جيوبهم أكياسا صغيرة يضعون فيها أحذيتهم، مباشرة بعد نزعها في باب المسجد، وهذا تقليد تعمل به الكثير من البلدان الإسلامية، وهناك مساجد كثيرة توفر هذه الأكياس عند أبواب المساجد.
التزاحم في أبواب المساجد عند الخروج، خصوصا بعد صلاة الجمعة، ظاهرة غريبة يحار المرء في تفسيرها، وكثيرا ما انتقدها الخطباء، غير أنها ظلت مستمرة، لذا فإن فيروس كورنا سيعيد الناس إلى رشدهم ويمنعهم من هذا الزحام، فالمسجد ليس سجنا حتى يتهافت الناس على الخروج منه بتلك الطريقة الغريبة.. إنه بيت الله.