الرياضةسلايدر

الخيول تتأقلم من جديد بعد نظام غير عاداتها اليومية بسبب الحجر الصحي

لم تسلم الخيول من ظروف الحجر الصحي التي فرضتها جائحة فيروس كورونا على مدى أزيد من ثلاثة أشهر، متقاسمة المصير ذاته مع رفيقها الحميم الإنسان.

وبدأت الخيول تتأقلم من جديد بعد النظام الذي غير عاداتها اليومية، إثر فرض السلطات المعنية بالمملكة تدابير احترازية من أجل ضمان سلامتها وسلامة القيمين عنها، منها إلغاء أو تأجيل جميع أنشطة ومسابقات رياضة الفروسية.

وواجهت الخيول، المعتادة على نمط حياة معين يشمل قواعد وتدرايب منتظمة، عدة صعوبات في بداية الحجر الطارئ، بفعل التغيير المفاجئ لنظامها اليومي.

وكان على أندية رياضة الفروسية التي تتضمن عدة أصناف منها القفز على الحواجز والترويض والقدرة والتحمل، إيجاد نظام بديل يمكن الخيول من الحفاظ على وثيرة أدائها ولياقتها البدنية وأيضا تلبية حاجاتها، مع عدم خرق تدابير الحجر واتباع طرق الوقاية والسلامة.

فالأحصنة بطبيعتها حيوانات رشيقة ورياضية، ولكنها قد تفقد حيويتها إذا قل نشاطها وحركتها وقد تعاني من الإصابات التي تعرقل عودتها بشكل طبيعي إلى حلبات التباري.

لذلك أكدت السيدة منى بنخرابة، مسيرة النادي الملكي البحيرة للفروسية، أن الإدارة امتثلت فورا لقرار السلطات المعنية القاضي بتعليق الأنشطة الرياضية وإغلاق الأندية والجمعيات لتفادي تفشي فيروس كورونا المستجد في مارس الماضي، واتخذت عدة تدابير احترازية حفاظا على سلامة الممارسين والأطر والخيول أيضا ومنها الاقتصار على سائسين إثنين فقط للعناية بالخيول خلال فترة الحجر الصحي مع فرض التباعد الاجتماعي.

وأضافت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إدارة النادي اختارت من بين السياس من يمكنهم التطوع للبقاء في النادي طوال هذه الفترة ودون مغادرته، مع توفير الإقامة والإعاشة لهم إلى حين عودة النشاط الرياضي للعناية بالخيول التي تتطلب تعاملا خاصا.

من جانبه، شدد شفيق بنخرابة، رئيس النادي الملكي البحيرة للفروسية، أن النادي اتخذ جميع الاحتياطات والتدابير التي من شأنها ضمان سلامة المشرفين على الخيول، ومنها التعقيم المستمر لمرافق النادي والاسطبلات وبشكل يومي .

وقال إن النادي وضع برنامجا خاصا وفترات محددة لتدريب الخيول، التي لا يمكن أن تبقى حبيسة الاسطبلات لفترة طويلة، حيث يتسبب لها ذلك في آلام على مستوى الساقين فضلا عن أوجاع حادة في البطن.

ووزع هذا البرنامج أثناء فترة الحجر الصحي، على فترتين، صباحية وكانت تخصص لخيول المنخرطين الخاصة، ويقوم خلالها السائس بالركض بها وإراحتها بين الفينة والأخرى، ثم تغتسل وتعود إلى إسطبلاتها حيث يقدم لها الكلأ وفق حمية يوصي بها الطبيب البيطري.

وفترة مسائية، يضيف بنخرابة، مخصصة لخيول التداريب والمسابقات المنتمية للنادي التي كانت تبيت خارج الاسطبلات وتستفيد من حرية الركض طوال الليل قبل العودة صباحا لتتلقى العناية ذاتها.

أما بالنسبة للمتابعة البيطرية خلال الحجر الصحي، فكان يتم الاتصال بالطبيب في الحالات الطارئة كإصابة أحد الخيول بعارض صحي لا يمكن معالجته من طرف المشرف بالنادي، لكن التواصل مع الطبيب ظل مستمرا طوال هذه الفترة للاطمئنان على سلامة وصحة جميع الأحصنة.

وحرص شفيق بنخرابة، بطل المغرب عدة مرات وعضو المنتخب المغربي السابق في رياضة القفز على الحواجز، على توجيه الشكر للجامعة الملكية المغربية للفروسية على الدعم الذي ما فتئت تقدمه للأندية، ماديا ومعنويا، وكذا وزارة الفلاحة والصيد والتنمية القروية والمياه والغابات التي واكبت قطاع الخيول خلال الحجر الصحي.

وعبر عن أمله في أن تعود مسابقات رياضة الفروسية وخاصة القفز على الحواجز التي تستقطب عددا كبيرا من عشاق هذا الصنف إلى سابق عهدها في أقرب الآجال حتى تدب الحياة في الحلبات من جديد، مستدركا أن صحة الفرسان والأطر تبقى على رأس الأولويات.

أما العياشي البقاقلة، السائس الذي يعنى بالخيول ويدير أمورها بالنادي الملكي البحيرة للفروسية، فأكد أنه دأب على العناية بالخيول الموجودة بالنادي بعد أن تطوع للبقاء إلى جانبها في فترة الحجر الصحي استجابة للتدابير الاحترازية التي فرضتها السلطات.

وقال إن مهامه كانت تبدء صباحا بإعادة الخيول التي باتت في العراء إلى اسطبلاتها وغسلها قبل إطعامها حسب الحمية المخصصة لكل حصان بعد أن يتم تنظيف أماكنها وتعقيمها، ثم إخراج الخيول التي باتت في الاسطبلات لتمشيتها وترويضها حسب الفترة والبرنامج المحدد لها من طرف إدارة النادي.

المصدر: الدار- وم ع

زر الذهاب إلى الأعلى