أخبار دولية

بريطانيا تتهم الاستخبارات الروسية بالضلوع في هجمات إلكترونية لسرقة أبحاث حول لقاح لفيروس كورونا

أكد الخميس المركز الوطني للأمن الإلكتروني البريطاني في بيان أن مجموعة قراصنة “تعرف باسم آي بي تي 29” وهي “تعمل بشكل شبه مؤكد في إطار أجهزة الاستخبارات الروسية” تقف وراء هجمات على منظمات بريطانية وكندية وأمريكية للاستيلاء على أبحاث تخص لقاحا ضد فيروس كورونا المستجد. فيما نفت الرئاسة الروسية هذه المزاعم وقال المتحدث باسمها “لا نقبل هذه الاتهامات”.

قالت المملكة المتحدة الخميس إن أجهزة الاستخبارات الروسية تقف وراء هجمات نفذتها مجموعة قراصنة “تعرف باسم آي بي تي 29” للاستيلاء على أبحاث تخص لقاحا ضد فيروس كورونا المستجد.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أنه “من غير المقبول على الإطلاق أن تستهدف أجهزة الاستخبارات الروسية من يعملون على مكافحة جائحة” كوفيد-19، وحذّر أن من ينفذون هجمات مماثلة “سيتحملون مسؤولية أفعالهم” عاجلا أو آجلا. وأضاف في بيان “في حين يسعى البعض بطيش وراء مصالحهم الأنانية، تتابع المملكة المتحدة وحلفاؤها عملهم الشاق لإيجاد لقاح وحماية الصحة العالمية”.

يأتي الاتهام في وقت تشهد العلاقات بين لندن وموسكو توترا على خلفية تدخلات روسية محتملة في حملات الانتخابات التشريعية البريطانية في ديسمبر الماضي التي فاز بها المحافظون، وفي استفتاء 2016 الذي قاد إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). ووفق الجهاز الحكومي البريطاني المكلف بالأمن الإلكتروني، هاجمت مجموعة قراصنة روس منظمات بريطانية وكندية وأمريكية لسرقة أبحاث تتعلق بتطوير لقاح ضد فيروس سارس-كوف2.

وأكد المركز الوطني للأمن الإلكتروني البريطاني في بيان أن مجموعة القراصنة “تعرف باسم آي بي تي 29” وكذلك باسم “داكس” و”كوزي بير”، وهي “تعمل بشكل شبه مؤكد في إطار أجهزة الاستخبارات الروسية”، وأضاف أن نظراءه الأمريكيين والكنديين توصلوا إلى النتيجة ذاتها.

من جهته نفى الكرملين الاتهام بشدة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف “لا نقبل هذه الاتهامات ولا المزاعم الأخيرة الواهية حول التدخل في انتخابات 2019″، وفق ما نقلت وكالة تاس الرسمية.

“نظرية مؤامرة”

علاوة على ذلك، أكدت الحكومة البريطانية الخميس أنها “شبه متأكدة” من أن “فاعلين روسا” سعوا إلى عرقلة الانتخابات التشريعية في 12 ديسمبر الماضي عبر نشر وثائق خلال فترة الحملة الانتخابية حول اتفاق تجاري محتمل بين لندن وواشنطن عقب بريكسيت.

وفتح تحقيق لمحاولة تحديد مصدر تسريب هذه الوثائق التي نشرت على موقع “ريديت” للتواصل الاجتماعي.

وقال دومينيك راب في تصريح مكتوب قدمه للبرلمان إنه “على أساس تحليل منجز، خلصت الحكومة إلى أنه من شبه المؤكد أن فاعلين روسا سعوا للتدخل في الانتخابات التشريعية عام 2019 عبر تكثيف نشر وثائق حكومية على الإنترنت تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة”.

وكان زعيم حزب العمّال المعارض جيرمي كوربن -الذي اضطر إلى مغادرة رئاسة الحزب عقب هزيمته- عرض خلال الحملة الانتخابية وثائق من 450 صفحة قال إنها تثبت رغبة الحكومة في “بيع” النظام الصحي البريطاني للأمريكيين، وقد مثّل ذلك أحد المواضيع المفتاحية في الاقتراع.

من جهته، أغلق موقع “ريديت” 61 حسابا بعدما اعتبر أن التسريب “جزء من حملة مصدرها روسيا”. أما كوربن، فقد اعتبر التأكيدات حول تسريب الوثائق من جهة روسية “نظرية مؤامرة”.

وتنتظر المملكة المتحدة نشر تقرير حساس في الأيام المقبلة حول تدخلات روسية أخرى محتملة، تتعلق خاصة بالحملة حول استفتاء 2016 الذي قاد إلى مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.

والعلاقات بين لندن وموسكو في أدنى مستوياتها منذ تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في مدينة سالزبيري جنوب غرب بريطانيا.

ونفت روسيا أي تدخل في التسميم، لكن المسألة قادت إلى عمليات طرد متبادلة لدبلوماسيين بين لندن وحلفائها وموسكو. ولم يتجدد الحوار بين البلدين إلاّ في فبراير 2019 بعد انقطاع دام 11 شهرا.

المصدر: الدار- أف ب

زر الذهاب إلى الأعلى