المواطنسلايدر

الصيف.. من قاهر للفيروس إلى قاهر للناس..!

الدار/ رضا النهري:

نحن الآن في عز الصيف، والكثير من الشواطئ المغربية فارغة أو شبه فارغة، بينما هناك تقديرات تشير إلى أن الأغلبية الساحقة من المغاربة سيستغنون عن العطلة والسفر هذا الصيف، سواء رُفع الحجر الصحي قريبا أو تأخر إلى ما بعد الصيف.

وحسب تقديرات للمندوبية السامية للتخطيط، فإن أزيد من 70 في المائة من المغاربة لن يمارسوا السياحة لا الداخلية ولا الخارجية، وأنهم سيمكثون في منازلهم أو مدنهم خلال الصيف، مهما كان توقيت رفع الحجر الصحي.

هذه التقديرات تأتي متزامنة مع اقتراب عيد الأضحى، والذي سيشكل عبئا إضافيا وثقيلا على جيوب ونفسية المغاربة، وأيضا سيشكل عبئا أثقل على الواقع الصحي المنهك أصلا في البلاد، بعد ارتفاع كبير في أعداد المصابين بأعراض فيروس كورونا، وستساهم تجمعات العيد المكثفة في استفحال تفشي الفيروس.

أغلبية الناس الذين كانوا، حتى في الأيام العادية، يجدون من الصعب الجمع بين الضُّرتين، العطلة والعيد، يجدون أنفسهم اليوم غير قادرين حتى على شيء واحد من الشيئين، وكثير من الناس كانوا يتمنون لو كان هناك قرار رسمي بالاستغناء عن العيد هذا العام، حتى يجنبهم الحرج، لكن هذه الأمنية لن تتحقق.

أما العطلة فإنها صارت من سابع المستحيلات، حتى بالنسبة للأسر الثرية، والتي تجد نفسها أمام كمّاشتيْن، الأولى انسداد أبواب السفر نحو الخارج، وثانيها الخشية من العدوى، حتى لو كان السفر يتعلق برحلة استجمام داخلية.

ويبدو أن الصيف الذي كان يتوق إليه الجميع على أساس أنه سيكون قاهر فيروس “كورنا”، تحول إلى قاهر فعلا، لكن للناس وليس للفيروس، حيث تحالفت درجات الحرارة العالية مع ارتفاع معدل الإصابات بالفيروس ومع اشتداد الأزمة المالية وانسداد آفاق السفر.

ما يتمناه الناس حاليا هو أن يمر الصيف سريعا حتى تنجلي الأوضاع أكثر، خصوصا وأن الدخول المدرسي سيزيد من إثقال كاهل الأسر ماديا ونفسيا، وهناك ما هو أسوأ، وهو احتمال أن يتفشى الفيروس أكثر ويتأجل الدخول المدرسي، ومعه تستمر معاناة التلاميذ وأولياء أمورهم، وهي معاناة خبروا خباياها في بداية التجربة التعلم عن بعد، حين تحمل الآباء القسط الأوفر من مجهود العملية التعليمية.

زر الذهاب إلى الأعلى