بقلم : يونس التايب
“هاديك المدينة اللي في الشمال” اسمها طنجة، والعالم كله يعرفها، لموقعها الجغرافي المتميز المطل على البحر الأبيض المتوسط وعلى المحيط الأطلسي. ويعرفها لعظمة تاريخها المقاوم والوطني، ويعرفها لثقافة أهلها وعاداتهم الجميلة، ولمكانة علماءها ومبدعيها وكتابها و مفكريها.
للمدينة اسم كتبه التاريخ و لا ينسى بدون شك. و لكن، حتى إذا حصل و نسي، أو لم يذكر في جملة أو في مداخلة كانت بالتأكيد ستصير بليغة أكثر لو تضمنت ذلك الاسم الجميل، تبقى الحقيقة الوحيدة التي يجب أن تطغى على كل نقاش عبثي آخر، هي أنني أنا، ومعي كل المواطنين المغاربة، من الكويرة جنوب المملكة المغربية إلى وجدة في أقصى الشمال الشرقي، وصولا إلى طنجة نفسها، نحبها كثيرا، و نعشق التجول في كورنيشها وفي شوارعها و أزقتها و مدينتها العتيقة وأسواقها، ونفرح بزيارتها كلما أتيحت الفرصة لذلك.
و عوض أن يغرق البعض في المزايدات، و نقع جماعة في مستنقع سجالات مليئة بكلمات وتعابير وأوصاف لا تشرف أحدا، بداعي الدفاع عن “مدينتنا”، على الجميع أن يعلموا أن طنجة أكبر من أن يدافع عنها أحد، و طنجة أعرق من أن يستعمل أحد في حديثه عنها لغة رديئة، و طنجة أنقى من أن يترافع عنها أحد باستعمال قول غير رصين أو اللجوء إلى منطق شعبوي.
طنجة لا طاقة لها اليوم بالغوغائية و الغوغائيين. مدينة البوغاز تحتاج في هذه اللحظات، إلى تعبئة طواقم طبية وإلى فضاءات لاستيعاب المصابين بفيروس كورونا، و علاجهم ومواكبتهم. و طنجة تحتاج بقوة إلى دعواتنا لأهلنا هناك، بأن يعافيهم الله من كل سوء، و أن يرد كل مريض سالما إلى أهله. و نحن نحتاج أن تبقى طنجة بوابة بهية لمملكة شامخة، وقلعة للعز و مقاومة الغزاة. و انتهى الكلام …
#المغرب_فخر_الإنتماء