الدار/ طنجة:
يسود القلق أكثر فأكثر في طنجة، بسبب ما يتداول رسميا وشعبيا حول الارتفاع الكبير للإصابات بفيروس “كورونا”، وأيضا ارتفاع نسبة الوفيات، التي جعلت المدينة تنال ربع حصة عموم الوفيات بالفيروس في البلاد.
غير أنه، وبموازاة مع القلق من الوضع الصحي، يسود سخط بين الناس حول الطريقة التي يتم التعامل بها مع أسباب تفشي الفيروس، خصوصا عبر تحميل الناس مسؤولية ذلك، على الرغم من أن طنجة كانت من بين أكثر المناطق التزاما بالحجر الصحي خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
ويتساءل السكان بمرارة، حول دواعي تحميل السكان مسؤولية تفشي الفيروس، في الوقت الذي لا أحد يتحدث عن اللامبالاة التي ووجه بها تفشي الفيروس في عدد من الوحدات الصناعية الكبرى، خصوصا في إقليم فحص أنجرة، وهي إصابات وصلت إلى حدود الألف إصابة على فترات متقطعة.
ويقارن السكان بين ما جرى في ضيعة “لالة ميمونة” بضواحي القنيطرة، حيث تم تسجيل مئات الإصابات في يوم واحد، وما جرى في وحدة صناعة كبرى بضواحي طنجة، حيث تم تسجيل مئات الإصابات في يوم واحد أيضا، ومع ذلك فإن تحقيقا قضائيا تم فتحه حول أسباب الإهمال في “لالة ميمونة”، ولم يتم ذلك في طنجة.
وينظر سكان طنجة باستغراب كبير إلى الخصاص الكبير في المعدات الطبية في المستشفيات، حيث أنه لا يوجد أكثر من أربعين سريرا خاصا بأقسام الإنعاش للمصابين بالفيروس، بينما باقي المصابين ينامون في الردهات على الأرض، في الوقت الذي يتم ترويج أن السكان لا يلتزمون بسبل الوقاية.
كما أن الأغلبية الساحقة من “الأطباء” والممرضين العاملين بمستشفيات طنجة التي تحتضن المصابين بالفيروس هم إما من المتدربين أو من طلبة الطب في كلية الطب الحديثة النشوء في طنجة، والتي لم تفتح أبوابها بعد.
ويزداد قلق سكان طنجة مع الحملة الإعلامية الكبيرة التي تظهر المدينة وكأنها أسوأ من مدينة “ووهان” الصينية بداية تفشي الفيروس عالميا، في الوقت الذي يعيش السكان حياتهم بشكل عادي، بينما تتشابه مؤشرات الالتزام بالسلامة الصحية مع باقي المناطق المغربية.