الدار/ رضا النهري:
غير الحجر الصحي الكثير من عادات الناس في كل بقاع العالم، ومن بينهم المغاربة، الذين اعتادوا على سلوكات جديدة كانت تعتبر مستبعدة جدا حتى وقت قريب، من بينها دخول الرجال إلى المطبخ، ليس بحثا عن الأكل أو لفتح الثلاجة وإغلاقها، بل للعمل الجاد.
وتقول إحصائيات تقريبية أنجزتها هيآت اجتماعية إن عدد الرجال الذين يزاولون أعمال المطيخ، ومعها بعض الأعمال المنزلية، ازداد قرابة 20 في المائة خلال الحجر الصحي، بينما كانت النسبة خلال الأيام العادية لا تزيد عن 13 في المائة من الرجال الذين يساعدون في أشغال المنزل.
الإحصائيات التي ركزت على المتزوجين فقط، تقول عن نسبة الرجال الميسورين الذين رفعوا من وتيرة أشغالهم المنزلية تزيد عن نسبة الرجال المتوسطين ماديا، أو حتى من الفقراء، وأن نسبة كبيرة من الأشغال المنزلية ركزت على التنظيف وغسل الأواني، ونسبة اقل ركزت على الطبخ وغسل الملابس.
غير أن انخراط الرجال في الأشغال المنزلية لم يخفف الكثير عن المرأة، حيث ظلت نسبة الاشتغال المنزلي للمرأة ثابتة فيما بين أربع وخمس ساعات يوميا، وهي تقديرات لا تخص ربات البيوت اللواتي يتوفرن على خادمات.
هذه الأرقام التي تبدو رومانسية، تعكس الوجه المشرق لظروف الحجر الصحي لدى قطاع عريض من النساء، في الوقت الذي يوجد وجه آخر مظلم في هذا الجانب، عبر ارتفاع نسبة العنف بين الأزواج، وتعرض النساء إلى نسبة اعتداء غير مسبوقة داخل منازلهن.
وكانت جمعيات حقوقية حذرت من الارتفاع الكبير للعنف ضد النساء خلال الحجر المنزلي، وهو عنف غير مسبوق بالنظر إلى ظروف الحجر المنزلي بسبب تفشي فيروس كورونا.
وحذرت جمعيات حقوقية من ارتفاع نسبة الطلاق بعد الحجر المنزلي، بسبب تفاقم المشاكل المنزلية إما لأسباب مادية أو عاطفية أو خلافات حول تربية الأبناء، أو فقط بسبب ملل الأزواج من بعضهم البعض.