بنحمو يتصدى للإرهاب الإلكتروني في الدورة العاشرة لمنتدى أمن إفريقيا بمراكش
الدار/ مراكش: عفراء علوي محمدي – تصوير: خولة السلاوي
تنطلق صباح اليوم الجمعة 8 فبراير 2019 بمراكش، أشغال النسخة العاشرة لمنتدى مراكش للأمن الإفريقي، المنظم من طرف المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، بحضور أزيد من 300 مشارك ينتمون لـ64 دولة ومنظمة من مختلف بقاع العالم، أغلبهم من الفاعلين الأكثر تأثيرا في مجال الأمن والدفاع على الصعيد العالمي.
وبرسم هذه الدورة، عمد المشاركون لمناقشة الرهانات الأمنية للقارة السمراء، من خلال التصدي لجميع أشكال الإرهاب والتطرف الناتجة عن التفاعلات الإلكترونية والفضاء الافتراضي والرقمنة، وبحث سبل مواجهة المد المتطرف الذي يهدد استقرار القارة، عن طريق التسلل من المنافذ الإلكترونية "السيبيرانية" المتاحة، خصوصا فيما يتعلق بمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء ومنطقة البحيرة الوسطى والجنوب الشرقي للقارة، وهي المناطق التي تتخللها بؤر للتوتر تهدد الأمن بالقارة ككل.
وفي هذا الصدد، قال محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، إن هذه الدورة "تتميز عن سابقاتها بتركيزها على الجانب الرقمي الذي يهدد الأمن القومي في المنطقة"، مبرزا أن إفريقيا "كانت ولا تزال تعاني بعضا من الهشاشة على المستزى الأمني، ما يجعلها معرضة لمجموعة من المخاطر الأمنية، خصوصا على المستوى الافتراضي".
وأكد بنحمو، في كلمته الافتتاحية، أن موضوع التطرف الرقمي، الذي اختير للنقاش، "يكتسي أهمية بالغة، لأن العالم الافتراضي والرقمي يعتبر من أهم الأوساط الحاضنة للمنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة، التي تختار التواصل من خلاله للتأثير في شريحة مهمة من الشباب"، مشددا على ضرورة الخروج بتوصيات لمطالبة حكومات البلدان الإفريقية، وكذا المنظمات الدولية، للتصدي لهذا المد المتطرف الذي وصفه بـ"المدمر"، حتى تحمي إفريقيا نفسها من هذه التهديدات.
ويستهدف المنتدى، حسب المتحدث نفسه، "فتح نقاش دولي حول الإشكاليات التي تتخبط فيها إفريقيا بشكل عام، وذلك بغية تحقيق التعبئة والتعاضد، وتبادل التجارب بشكل ناجع، من أجل التوصل إلى رؤية أفقية للمحاربة معضلات التطرف وعدم الاستقرار الأمني في القارة الإفريقية" فضلا عن "تطوير وعي جماعي ضد هذا العدو دولي، حتى نخرج بحلول شاملة" على حد قوله.
من جهتها، قالت سميرة بن رجب، المبعوثة الخاصة عن الديوان الملكي للمملكة البحرينية، أن مجموعة من الناس لا يهتمون كثيرا بالخطورة التي يشكلها الإرهاب "السيبيراني" على الأمن القومي، "بل إن الجماعات الإرهابية تقوم باستخدام الفضاء من خلال الدعاية السياسية وتوصيل المعلومات التي تساعد على القيام بأعمال عنف والإجرام، وهذه الأداوات هي متوفرة لدى جميع مؤسسات والأفراد أو منظمات المتطرفة وكذا ذئاب منفردة".
وأكدت المتحدثة أن الإرهابيين يفضلون الوسائل الإلكترونية "للسيطرة على عقول المستهدفين، خصوصا وأنها في متناول الجميع، وسهلة الاستخدام، وتعتبر الوسيلة الأنجع للتأثير والتوجيه، واعتمادها يقوي هذه الجماعات" تقول المبعوثة الديبلوماسية، قبل أن تؤكد "يمكننا الجزم قطعا أن الحروب الإلكترونية هي الأكثر تأثيرا وخطورة، ووجب التصدي لها".
وتخللت النسخة العاشرة من منتدى الأمن الإفريقي، التي تقام بين 8 و9 فبراير 2019، تحت شعار "من أجل بناء مستقبل الأمن الإفريقي"، مجموعة المحاور الدراسية، التي شارك في تأطيرها متدخلون من مختلف دول العالم، وورشات عمل بتأطير خبراء في المجال الأمن ومكافحة الإرهاب الإلكتروني، فضلا عن مجموعة من المواضيع أخرى ذات الصلة.