المواطنسلايدر

عيد بمذاق “الهالوين”..

الدار/ رضا النهري

عيد أضحى فوق العادة، أو تحت العادة، التسمية لا تهم، فالمهم هو أن هذا العيد لا يشبه كل الأعياد، إنه عيد الحيرة والخوف والتوجس، عيد يلتقي في الكثير من صفاته بعيد الهالوين عند النصارى، أو عيد الخوف، رغم أن خوف “الهالوين” مصطنع، وخوف عيد الأضحى هذا العام حقيقي جدا.

كان الكثير من المغاربة ينتظرون، بل يتوقون إلى صدور قرار رسمي يتم بموجبه إلغاء عيد الأضحى لهذه السنة، فلم يعد في الجيب بقية لخروف، ولا في القلب مكان لفرحة مصطنعة، لكن هذا الانتظار تحول إلى كابوس.

كثيرون قد يقولون إن من لا يريد الاحتفال بالعيد ونحر الأضحية فلا أحد سيمنعه من ذلك، وكثيرون سيمتنعون، لكن المشكلة أن عيد الأضحى صار طقسا اجتماعيا بامتياز، ومن الصعب أن ينحر أحد خروفه بينما جاره ممتنع، وأصعب من ذلك حين ترتفع أدخنة الشواء من أسطح المنازل، فيأكل البعض ويكتفي الآخرون بالشم، لذلك كان بإمكان القرار الرسمي أن يزيل الحرج عن الجميع.

هناك من سيشترون اللحم من الجزارين، وهناك من سيقفلون عليهم أبوابهم لأن ما بقي في جيوبهم لا يسمح لهم حتى بشراء الخبز والعدس، فكيف باللحم، لهذا السبب انتظر الناس قرارا حكيما من الجهات الرسمية تلغي العيد، لكن ذلك لم يتم، فكان ما كان.

البعض يتحدثون عن ضرورة إنقاذ موسم كسابي الماشية، وهو كلام جميل، لكن إنقاذ موسم الكسابين لا يتم عبر إفساد موسم كل المغاربة، فلا يعقل أن يحتفل الناس بنحر أضحية في ظل الكلام الكثير من التباعد الاجتماعي والكمامات وما سوى ذلك. هل سيذبحون الأضحية ويسلخونها بالتيليكوموند..؟

ثم إن ما جرى في ليلة الفوضى الكبرى ينم على أن هذه الحكومة كان يجب أن تستقيل في اليوم الموالي، فلا يعقل تعذيب المغاربة بتلك الطريقة المشينة والمجنونة. فحتى لو كان هذا العيد سيدخل المغاربة الجنة مباشرة ومن دون حساب فما كان ينبغي الاحتفال به هذا العام.

كان من الممكن ضخ مساعدات قيمة في صندوق مربي الماشية وتخفيض أسعار العلف وإعفائهم من بعض الضرائب، لو هناك ضرائب، ويمر كل شيء بسلام، أما أن يتحول العيد إلى يوم “الكوفيد” فهذا شيء سنحتاج إلى سنوات طويلة حتى نستوعيه.. وربما لم نستوعب ما جرى أبدا..

زر الذهاب إلى الأعلى