أخبار دولية

فرنسا: “متحف أورساي” الباريسي يمنع دخول فتاة ترتدي فستانا مفتوح الصدر

قدم “متحف أورساي” للفن الحديث بباريس اعتذاره الأربعاء، على موقع تويتر، لفتاة فرنسية هاوية للفنون التشكيلية على ما بدر من مسؤولي الأمن تجاهها ومنعهم لها من دخوله. وكانت الفتاة التي ترتدي فستانا أنيقا مفتوح الصدر تقف على أبواب المتحف استعدادا لزيارته عندما طلب منها مسؤولو الأمن به ارتداء سترة لتغطية الجزء العلوي من جسدها الكاشف عن بعض الصدر وإلا ستمنع من الدخول.

نشرت فتاة فرنسية الأربعاء خطابا مفتوحا “لمتحف أورساي” للفن الحديث (القرن 19 وبدايات القرن 20) في باريس على حسابها الشخصي بموقع تويتر تستنكر فيه ما وقع أثناء زيارتها للمتحف في اليوم السابق الثلاثاء 8 سبتمبر.

وذكرت الفتاة، واسمها جين وهي من هواة الرسم والفنون التشكيلية، في خطابها أنها ذهبت مع إحدى صديقاتها لزيارة بعض المعارض في المتحف، وأثناء وقوفها في الصف استعدادا للدخول اقتربت منها إحدى المسؤولات عن الأمن وقالت لها: “يجب أن تضعي معطفا على جسدك حتى يغطي صدرك، لأنك لا تستطيعين الدخول وأنت مرتدية هذا اللباس”. وقالت الفتاة إنها كانت ترتدي فستانا أنيقا مفتوح الصدر “ديكولتيه” نظرا لحرارة الجو الشديدة في هذا اليوم – بلغت درجة الحرارة في ذلك اليوم 26 درجة مئوية.

وأضافت جين بأن مسؤولة الأمن كانت في حالة صدمة بسبب الفستان الذي ترتديه، وعندما احتد النقاش بينهما اقترب مسؤول أمن آخر منهما موجها كلامه إلى جين قائلا: “هدئي من روعك يا سيدتي فالقواعد هي القواعد” موضحا أن ما ترتديه ليس ملائما لزيارة المتحف.

وعندما استفسرت عما هي القواعد التي تمنع دخولها لم تتلق أي جواب واضح على سؤالها من المسؤولين الذين لم يرفعوا نظراتهم عن صدرها. وفي الحال تدخلت صديقتها في النقاش طارحة سؤالا على مسؤولي الأمن وطالبة تفسيرا عن الاختلاف بين ما ترتديه هي، قميص قصير يكشف عن السرة ونصف البطن، وبين ما ترتديه صديقتها وكيف يمثل فستان صديقتها مشكلة لمسؤولي الأمن بينما لا يمثل قميصها أية مشكلة.

غرض جنسي

وانتهى الموقف بقبول جين وضع سترة تخفي الجزء العلوي من جسدها بعد أن قالت لها المسؤولة إنها تستطيع أن تفعل ما يحلو لها في داخل المتحف. لكن الفتاة لم تستطع قبول الإحساس “بالتمييز الجنسي” الذي شعرت به بناء على ما ترتديه من ملابس. كما لم تخف دهشتها من رؤية عدد كبير من النساء في صالات العرض يرتدين فساتين مفتوحة الصدر، “ولكنها مفتوحة قليلا” كما تقول جين في خطابها على تويتر. وتساءلت “هل يدرك هؤلاء المسؤولون إلى درجة قد قاموا بتحويلي إلى “غرض جنسي” دون وجه حق؟ وكيف يحق لهؤلاء المسؤولين منع الأشخاص من الحصول على الثقافة والمعرفة بناء على حكم عشوائي تجاه مظهرهم وما يرتدونه من ملابس؟”.

اعتذار إدارة المتحف

وفي رد على الواقعة نشرت إدارة متحف أورساي، التي أخذت علما بالواقعة من مواقع التواصل الاجتماعي، تغريدة تعتذر فيها عما حدث نافية علمها بوقوع الحادثة لأن مسؤولي الأمن خارج المتحف الذين يعملون لدى شركة خاصة لم يرفعوا لها تقريرا بالواقعة. وبالفعل فإن قواعد السلوك التي تخص المتحف لا تفرض ارتداء نوع معين من الملابس على الزائرين وهي القاعدة الأولى التي يعرفها جميع موظفي الاستقبال بالمتحف، لكنها تمنع دخول الأشخاص الذين يغطون وجوههم أو لا يضعون حذاء أو يرتدون لباسا من شأنه تعكير صفو طمأنينة الجمهور.

تهكم على مفارقة امتلاء المتحف بلوحات النسوة العاريات

وأبدى عدد كبير من رواد مواقع التواصل دهشتهم من سلوك مسؤولي الأمن في المتحف تجاه الفتاة ورد فعلهم العنيف إزاء ما ترتديه. وتهكم الكثيرون منهم ومن بينهم الفتاة نفسها على حقيقة أن المتحف الذي يحتوي على الكثير من اللوحات الفنية لأجساد نسوة عاريات وبخاصة لوحة “أصل العالم” للفنان غوستاف كوربيه والتي تظهر العضو الجنسي الأنثوي في لقطة مقربة للغاية، يمارس نوعا من السلطوية الأخلاقية على ما يرتديه زواره من ملابس.

المصدر: الداروكالات

زر الذهاب إلى الأعلى