تحقيق: حقوق العاملات الموسميات المغربيات بهويلفا تنتهك على جميع الأصعدة
الدار/ ترجمات
كشف تحقيق أجرته تعاونيات البحث الاجتماعي في أنديرا وتاراسيا لفائدة منظمة Women´s Link Worldwide عن الانتهاكات المستمرة لحقوق العاملات الموسميات المغربيات اللائي يتم استقدامهن سنويا للعمل في جني الفراولة في إقليم هوليبا باسبانيا.
في نهاية أبريل 2018، نشر على وسيط رقمي ألماني تقرير “اغتصاب في ميادين أوروبا”، الذي ندد بالاغتصاب والاعتداء الجنسي الذي تتعرض له العاملات المغربيات، اللائي يشتغلن في حقول جني فاكهة الفراولة في هويلفا خلال حملة 2016/2017، كما تم تسليط الضوء على ظروف عمل وإقامتهن في الصحافة الوطنية والدولية.
في نفس العام، في يونيو، نددت عشرات العاملات الموسميات المغربيات بالاعتداء الجنسي في شركة في المونتي. قدّم أربعة عاملات موسميات شكاوى مماثلة بشأن الانتهاكات العمالية والعنف الجنسي أثناء عملهم في شركة أخرى في قطاع ويلفا الزراعي.
في عام 2019، أجرت تعاونيات البحوث الاجتماعية Andaira وTaracea وخبراء مستقلون آخرون تحقيقًا بناءً على طلب المنظمة الدولية “Women’s Link Worldwide”. وحدد هذا التحقيق الانتهاكات الرئيسية لحقوق العاملات المغربيات في 2019، والتي استمرت على الرغم من تنفيذ الإجراءات (بروتوكول العمل ضد التحرش الجنسي، وتوظيف وسطاء ثقافيين …) نتيجة فضيحة 2018.
وبناءً على المقابلات المعمقة التي تم اجراؤها مع الجهات الفاعلة الرئيسية (النقابات والشركات والقطاع الصحي وكيانات العمل الاجتماعي ووسائل الإعلام) والعاملات، كشف التحقيق عن استمرار ممارسات انتهاك منتظمة ومستمرة لحقوق العاملات الموسميات المغربيات، خلال فترة التوظيف في الأصل، والبقاء.
وأكد التحقيق انتهاك مبادئ تكافؤ الفرص وعدم التمييز من خلال تطبيق معايير الاختيار التي تستبعد بعض العاملات وتسمح بالوصول إلى العقود بشكل شبه حصري للنساء اللائي لديهن أطفال قاصرون، وغالبا ما يكونون مطلقات أو أرامل.
وفيما يتعلق بالشفافية، فإن المعلومات الواردة من اسبانيا غير كافية، وفي كثير من الحالا، تتعارض تمامًا مع ما تجده العاملات المغربيات لاحقًا عند وصولهن إلى هويلفا، كما أن العاملات المغربيات لايدركن الشروط المحددة المنصوص عليها في عقود عملهن أو الحقوق التي يضمنها الاتفاق الجماعي الإقليمي، كما أن العقود المسبقة الموقعة في المغرب هي باللغة الفرنسية، وهي لغة لا يتحدثها ولا يقرأها معظم العاملات الموسميات، ولا يتم تزويدهم بترجمة مكتوبة، كما لا يتم تقديم نسخة من العقد الموقع في جميع الحالات (ولا حتى عند وصولهم إلى إسبانيا).
وفقًا للتحقيق الذي تم إجراؤه، لم يتم أيضًا احترام بعض الجوانب المتعلقة بيوم العمل، في انتهاك لأحكام الاتفاقية. على سبيل المثال ، فيما يتعلق بفترات الراحة، كشف التحقيق أنه العاملات المغربيات بحقوق هوليبا لا يتمتعن دائمًا بنصف ساعة من الراحة أثناء النهار وأن العمال محرومون من يوم الراحة الأسبوعي، مما أجبرهم في بعض الأحيان على العمل أكثر من الساعات المحددة في الاتفاقية، كما تُفرض ساعات العمل الإضافي هذه أحيانًا تحت التهديد بالعقوبات والعقوبات التي تتمثل أساسًا في حرمان العمال من ساعات العمل وعدم دفع ساعات العمل الإضافية أو دفعها بالمعدل العادي.
وأوضح ذات التحقيق أنه لا يمكن فهم الوضع الذي تعيشه المغربيات المعينين في الأصل إلا إذا افترضنا تقاطع أوضاع الضعف المختلفة التي يتعرضن لها، مشيرا الى أنه نظرًا لخصائصهن الاجتماعية والديموغرافية، فإن هؤلاء النساء اللائي تعرضن بالفعل لخطر الاستبعاد الاجتماعي في بلدهن (في معظم الحالات هن أسر وحيدة الوالد مع قاصرين معالين ووظائف محفوفة بالمخاطر، بدون دراسات، من مناطق قروية صغيرة ونائية)، يأتون إلى إسبانيا دون معرفة اللغة، مع القليل من المعلومات الدقيقة أو على عكس ما سيجدونه، وعادة ما يتم طلب وثائقهم عند وصولهم إلى إسبانيا ولا يتم إعادتها دائمًا (يقول أصحاب العمل إنهم يقومون بهذه الممارسة لتجنب بقائهم ويصبحون سكانًا مهاجرين في وضع غير نظامي) ، كما أنهم ليس لديهم تغطية في بلدنا لتقليل تأثير هذا الوضع (نقص الوسطاء ، وعدم وجود موظفين لديهم معرفة باللغة العربية في الخدمات الرئيسية: الصحة ، والبنوك ، ومجلس المدينة).
وأكد أن مكان اشتغال العاملات الموسميات المغربيات معزول، في مزارع بعيدة عن المراكز السكانية، مما يحد من إمكانية الاتصال بأشخاص آخرين ويجعل من الصعب الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وسبق أن نددت العديد من المنظمات الاجتماعية مرارا بهذا الوضع المقلق لعمل العاملات الموسميات المغربيات. وراسلت المنظمة الدولية Women’s Link Worldwide، بدعم من 7 منظمات أخرى ، رسالة عاجلة إلى مختلف منظمات الأمم المتحدة كشفت فيها عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها العاملات الموسميات المغربيات وغيرهم من الأشخاص.