مصر ..أزيد من 23 مليون من التلاميذ والطلبة يلتحقون بمقاعد الدراسة وسط تدابير وقائية فرضتها جائحة “كورونا”
في سياق استثنائي فرضته جائحة كوفيد-19، التحق أمس الاحد أزيد من 23 مليون من التلاميذ والطلبة بمقاعد الدراسة بمختلف المستويات التعليمية العمومية في مصر، وذلك وسط سلسلة من التدابير والإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة من أجل الحد من تفشي وباء “كورونا” المستجد وحماية التلاميذ.
الوزارة الوصية على القطاع، أعلنت أنها وضعت خطة للتعامل مع الطلاب خلال العام الدراسي تتضمن اجراءات احترازية صارمة والاحتفاظ بتحقيق تباعد آمن بين الطلاب أثناء فترة الدراسة، لحماية الملايين من التلاميذ والطلبة، خصوصا في ظل أزمة التكدس التي تشهدها عدد من المستويات التعليمية، علما أن عدد الاطر التربوية من مدرسين وأساتذة يبلغ نحو مليون و300 الف دون احتساب الإداريين.
وقال وزير التربية والتعليم طارق شوقي، خلال مؤتمر صحافي، إنه “سيتم تطبيق الإجراءات الاحترازية في كل مدرسة بشكل منفصل خلال العام الدراسي الجديد، وإن تلك الإجراءات لن تكون موحدة على مستوى الجمهورية بل ستختلف حسب طبيعة ونوعية المدارس”. وأضاف أن “الصورة الموضوعة للتعامل خلال العام ليست الجدول النهائي، بل هي ضوابط ترسلها الوزارة للإدارات ومديري المدارس”.
وأمام هذا الواقع الجديد الذي سببه تفشي فيروس كورونا في كل أنحاء العالم ، وفرض التعايش والتأقلم معه ، اتخذت الدول اجراءات وتدابير وقائية تمكنها من الحد من انتشار الفيروس وخفض معدل انتقال العدوى. وفي هذا السياق ، أعلنت الحكومة المصرية عدة إجراءات احترازية مع بداية الموسم الدراسي 2020/2021 للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد داخل المؤسسات التعليمية ،حددتها في “ضوابط للتباعد بين الطلاب، وتهوية وتعقيم الفصول الدراسية، وارتداء الكمامات، والتغذية السليمة”، في الوقت الذي تكثف وزارة الصحة من “الحملات الإعلامية لتوعية الطلاب بكيفية الوقاية من كوفيد – 19.
كما أعلنت وزارة التربية والتعليم المصرية عن إتاحة العديد من الوسائل التعليمية الحديثة من خلال التحول إلى نظام يستفيد من أحدث التقنيات العالمية بالشكل الذي يناسب احتياجات الطالب، مع توفير وسائل بيداغوجية مساعدة مثل “القنوات التلفزيونية التعليمية، ومنصة البث المباشر للحصص الافتراضية، والمكتبة الإلكترونية، ومنصة إدمودو، ومكتبة الدروس الإلكترونية، وبرنامج اسأل المعلم، والكتب التفاعلية الإلكترونية”، وذلك لمساعدة الطالب على الحصول على المعلومات والمعارف بطرق مبتكرة.
وترتكز الخطة على تعدد مصادر التعلم مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تكفل الحفاظ على الصحة العامة للطلاب دون التأثير على المنهج المقرر.
وأكد وزير التربية والتعليم المصري طارق شوقي ، أن التحدي الأكبر الذي واجه الوزارة من أجل إنجاح العام الدراسي الجديد هو تحقيق التباعد الآمن بين الطلاب وفقا لقدرات وإمكانيات كل مدرسة وإدارة تعليمية. واشار إلى إن المنظومة التعليمية الحالية تتضمن 23.5 مليون طالب و1.3 مليون مدرس، وفي ظل وباء كوفيد -19 يصبح الأمر أكثر تحديا. وأكد وزير التعليم أن هذه السنة ستشهد إجراءات جديدة منها البث المباشر والمكتبات الإلكترونية لاستكمال العام الدراسي دون احتكاك كبير والتحصيل الدراسي مؤكدا أنه بالرغم من الظروف المحيطة نسعى لتقديم سنة خالية من أي أزمات.
وعرض الوزير استراتيجية الوزارة تجاه دعم قدرات المعلمين وتأهيلهم على نظام التعليم الجديد الذي يعتمد على الوسائل التكنولوجية الحديثة، وذلك من منصة التدريب والتعليم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، اكد حسن شحاتة أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس ومستشار وزارة التربية والتعليم،أن الإجراءات الاحترازية الجديدة التي وضعتها الوزارة الوصية على القطاع ،وتقليل الكثافات والدمج بين نوعي التعليم داخل الفصل والتعليم عن بعد ،توفر فرصة ذهبية لتحقيق الجودة من خلال تقليل الكثافات.
وأوضح شحاتة أن التوجه الى التعليم الالكتروني بالاعتماد على المنصات الالكترونية والقنوات التلفزية التعليمية ودوروس التقوية التي تساعد باسعار رمزية تجعل الطالب لا يحتاج الى الدروس الخصوصية ،يعد نقلة نوعية مشيرا الى أن إيجابيات التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد الذي تطبقه دول العالم في ظل الجائحة للتقليل من نسب حضور الطالب الى المدرسة. وأبرز أن المبادئ الاساسية للخطة التعليمية تتركز في ان تكون الدراسة بنظام الدمج بين التعليم عن بعد والتعليم بالمدارس،وهي آلية مناسبة في ظل جائحة كورونا نظرا لصعوبة الحضور اليومي للمدرسة وفي نفس الوقت عدم الغاء الحضور الى المدرسة التي تمكن من اكتساب خبرات لا يمكن اكتسابها الكترونيا.
المصدر: الدار– وم ع