انكلترا تريد إعادة فرض حجر وأوروبا تشدد تدابيرها
تستعد انكلترا لإعاجة فرض حجر صحي حتى الأول من ديسمبر بينما تتخذ دول أوروبية إجراءات صارمة لمحاولة احتواء الموجة الثانية من تفشي وباء كوفيد-19.
في الوقت نفسه، تواجه الولايات المتحدة تسارعا في انتشار فيروس كورونا المستجد قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية مسجلة عددا قياسيا من الإصابات الجديدة الجمعة، بينما تجاوز عدد الوفيات في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ال400 ألف.
وسيعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون الاثنين عن فرض إجراءات اعتبارا من الأربعاء وحتى الأول من ديسمبر، مع إغلاق المتاجر غير الأساسية، لكن الحضانات والمدارس والجامعات ستبقى مفتوحة بحسب صحيفة “تايمز”.
وسجلت في الولايات المتّحدة الجمعة أكثر من 94 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، وهو أعلى رقم يوميّ منذ بداية الجائحة، وفقاً لإحصاء جامعة جونز هوبكنز.
وقبل أيّام من الانتخابات الرئاسيّة، سجّلت الولايات المتّحدة أيضًا 919 وفاة إضافيّة بكوفيد-19، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الوفيات بكورونا في البلاد إلى 229 ألفا و544.
أمّا العدد الإجمالي الرسمي للإصابات في هذا البلد الذي ذُعتبر الأكثر تضرّرًا في العالم من جرّاء الوباء، فبات يبلغ تسعة ملايين و34 ألفا و295.
وقد تدهور الوضع الصحّي حاليّاً بشكل خاصّ في الولايات الشمالية وولايات الغرب الأوسط.
والجمعة، قلل دونالد ترامب من جديد من خطورة كوفيد-19 الذي تعافى منه وقال “نريد فقط العودة إلى الحياة الطبيعية” مضيفا أمام أنصاره في ميشيغن في إطار حملته الانتخابية “إذا أصبت به فستصبح أفضل وبعد ذلك ستكون محصنًا”.
وفي القارة العجوز حيث دخلت تدابير أكثر صرامة حيز التنفيذ في فرنسا، ومنها الاغلاق العام، ارتفع عدد الإصابات الجديدة المسجلة بنسبة 41 % في أسبوع واحد. وهذا يعادل نصف عدد الإصابات المسجلة خلال الأيام السبعة الماضية في العالم، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة.
وتعد البلدان الأوروبية ثالث أكثر المناطق تضررا بعد أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (11,2 مليون إصابة) وآسيا (10,5 ملايين).
وأصيب أكثر من 45 مليونا و105 آلاف و670 شخصا في العالم بفيروس كورونا المستجد، توفي منهم ما يقرب من 1,2 مليون شخص.
وبلغ عدد الوفيات جرّاء كوفيد-19 يوم الجمعة الساعة 02,00 ت غ في منطقة أميركا اللاتينيّة والبحر الكاريبي 400 ألف و524، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وتصدّرت البرازيل لائحة البلدان الأكثر تضرّرًا، بتسجيلها إجمالي 159,477 وفاة منذ بدء الجائحة.
تلي هذه المنطقة، أوروبا مع 275 ألف وفاة. كما شهدت 14 دولة أوروبية على الأقل هذا الأسبوع عددًا قياسيًا من الإصابات المرتبطة بالوباء والتي تتم معالجتها في المستشفيات.
وعلى خطى أيرلندا وويلز، أعيد فرض إغلاق تام في فرنسا التي تجاوز عدد الوفيات فيها 36 ألفا منذ بداية انتشار الوباء، للمرة الثانية منذ الساعة 12,00 الجمعة (23,00 ت غ الخميس).
لكن لن يكون هذا الإغلاق مشابها للحجر الصارم الذي فرض في فرنسا في الربيع لمدة شهرين خلال انتشار الموجة الاولى التي أودت بحياة 30 ألف شخص. ومن المقرر أن تبقى دور الحضانة والمدارس والمعاهد والمدارس الثانوية مفتوحة بتدابير صحية معززة من شأنها أن تسمح للعديد من الآباء بمواصلة أعمالهم. لكن سيتم إغلاق الأعمال “غير الأساسية” جددا وكذلك المسارح وصالات الاحتفالات.
وقال صاحب مطعم في تولوز (جنوب غرب) “أعتقد أننا سنغلق حتى شهر يناير”.
وأطلقت جمعية “سوكور بوبيليه”، من جهتها، “نداءا قويا” للتضامن وحذرت من أن “الأزمة الصحية أدت إلى زيادة الفقر وعدم الاستقرار”.
قررت بلجيكا، التي تشهد الانتشار الأشد كثافة للفيروس بين دول أوروبا، من جانبها “إغلاقا أكثر صرامة”، في إشارة إلى “تدابير الفرصة الأخيرة” لمحاولة الحد من انتشار الوباء.
وتشمل التدابير لمدة “شهر ونصف على الأقل” إغلاق المتاجر “غير الضرورية” وفرض العمل عن بُعد عندما يكون ذلك ممكنا بالسنبة للشركات، بينما أغلقت المقاهي والمطاعم والمؤسسات الثقافية والأندية الرياضية بالفعل أبوابها.
وأعلن رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو حصر الدعوات المنزلية بشخص واحد. ويمكن التجول في الهواء الطلق في مجموعات تضم أربعة أشخاص شرط احترام قواعد التباعد الإجتماعي.
وبدون المرور بفرض الإغلاق، تنغلق الدول الأوروبية الأخرى على نفسها بالتتالي لمواجهة موجة قاتلة ثانية، مثل إسبانيا، حيث أغلقت خمس مناطق بما في ذلك منطقة مدريد حدودها الجمعة.
واعتبر مئات الأشخاص أن هذه التدابير شديدة الصرامة وتظاهروا في برشلونة الجمعة وجرت صدامات مع الشرطة.
وستتباطأ الحركة في ألمانيا أيضًا في نوفمبر، مع إغلاق الحانات والمطاعم والمرافق الثقافية والترفيهية أبوابها من يوم الاثنين حتى ديسمبر، كما سيتم حظر إقامة السياح في الفنادق.
وأعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن فرض حجر جزئي اعتبارا من الثلاثاء للتصدي للموجة الثانية من وباء كوفيد-19، يشمل منع تجول ليليا وإغلاق الحانات والمطاعم في أثينا ومدن أخرى.
وفي كندا، أعلنت السلطات الجمعة تمديد إغلاق حدودها أمام الأجانب الذين لا يعتبر وجودهم ضروريًا لغاية نوفمبر، فضلاً عن إعفاءات من الحجر الصحي الإلزامي.
تطلق سلوفاكيا السبت برنامجا لإجراء فحوصات تشخيص الإصابة بكوفيد-19 لجميع مواطنيها في سابقة عالمية.
وسيشارك نحو 45 ألفا من العاملين في مجال الصحة والجيش والشرطة في إجراء الفحوصات في هذا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي والبالغ عدد سكانه 5,4 ملايين نسمة لجمع العينات في حوالى خمسة آلاف موقع.
وسجلت إيطاليا، أول دولة تضررت في أوروبا من الوباء في فبراير، الذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من 38 ألف شخص، الجمعة رقما قياسيا من الإصابات اليومية الجديدة مع أكثر من 31 ألف.
وفي اليوم نفسه، صوت البرلمان التشيكي على تمديد حالة الطوارئ الصحية حتى 20 نوفمبر.
وفي أماكن أخرى في أنحاء العالم، سجلت إيران رقماً قياسياً من الإصابات الجديدة اليومية بلغ نحو 8300 حالة، وفرضت تونس حظر تجول ليليا.
في سريلانكا، فرض الإغلاق على العاصمة كولومبو لمدة ثلاثة أيام على الأقل.
في موسكو، توفي قائد الأوركسترا الروسي ألكسندر فيديرنيكوف الذي قاد خصوصا لثماني سنوات مسرح بالولشوي الشهير في موسكو، عن 56 عاما جراء مضاعفات إصابته بفيروس كورونا المستجد.
المصدر: الدار- أف ب