السلطات المغربية تلجم برلماني عن حزب الاخوان بعد أن شكك في خطوة الإمارات تجاه قضية الصحراء
الدار / خاص
منذ اعلان دولة الإمارات العربية المتحدة عن قرارها التاريخي بفتح قنصلية بمدينة العيون المغربية، حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، حتى خرجت بعض قيادات حزب العدالة والتنمية من صمتها ليس من أجل الإشادة بالخطوة التي تخدم القضية الوطنية للمملكة، بل من أجل مهاجمة دولة شقيقة تجمعها بالمغرب علاقات وطيدة منذ أمد على مختلف الأصعدة والمستويات.
وكان من الممكن تفهم هذه الهجمات لو كانت قادمة من جبهة البوليساريو الوهمية، أو حاضنتها الجزائر في سياق العداء الذي تكنه الجزائر للمغرب، لكن أن تأتي من حزب سياسي مغربي يتلقى الدعم العمومي من ميزانية الدولة، و يقود الحكومة المغربية، وتترأسه قياداته عدد من الوزارات، فهذا لايمكن تسميته الا بـ”اللعب الدراري” على اعتبار أن الحزب حشر أنفه في واقع الأمر في قضية عليها اجماع وطني، وتشكل على مر التاريخ محط تلاحم بين الشعب والعرش.
وانتقلت حمى تهجم حزب العدالة والتنمية على الامارات العربية المتحدة من نطاق “الذباب الإلكتروني” التابع له الى قياداته الحزبية، من أمثال البرلماني عن الدائرة الانتخابية العيون، الذي حذر من “عواقب فتح قنصلية الإمارات”، وكأنه اعتبر الأمر نذير شؤم، حيث كتب على صفحته الشخصية بموقع “فايسبوك” قائلا “الإمارات تدخل العيون، الله يخرج العاقبة على خير”، متناسيا أن قضية الوحدة الوطنية للمملكة ليست مجالا للسجال السياسي العقيم، والمزايدات السياسية الفجة، وأن الأمر لايتعلق بمحاولة استمالة أصوات الناخبين أو العزف على أسطوانة المظلومية التي ألف الحزب العزف عليها منذ سنوات.
ويستشف من تدوينة “ممثل الأمة” عن الحزب الاخواني محاولته الفاشلة في اعتبار خطوة دولة الامارات العربية المتحدة، الأمر نذير شؤم، قبل أن يحذف التدوينات بعدما ألجمت لسانه السلطات المغربية، وأخرست لسانه الذي لايجيد سوى الإساءة للقضايا الكبرى للمغرب، التي تهم دبلوماسية الخارجية.
في واقع الأمر، ليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها قيادات حزب العدالة والتنمية مهاجمة دولة الامارات العربية المتحدة، بل وصل الأمر الى الأمين العام للحزب، و رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي سبق وأن هاجم شهر يوليوز المنصرم، دولة الإمارات العربية المتحدة دون أن يسمها، متهما إياها ب”محاولة التدخل في شؤون المغرب الداخلية”.
وقال العثماني في “ملتقى الصحراء” الذي نظمته شبيبة حزب العدالة التنمية، ” بأن هناك دولا تحسد المغرب على نجاحاته، وتحاول أن تتدخل في ملفاته، وتشوش عليه وتهاجم قياداته، إلا أن المغاربة وقفوا بالمرصاد لها”.
غير أن خبراء التواصل والخطاب السياسي يعتبرون مثل هذه الخطابات مجرد محاولة لدغدغة عواطف الأتباع والمريدين والطبقة الشعبية، والعزف عليها لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية، وهو أمر ليس ببعيد عن الحزب وقياداته، الذين بنوا مشروعيتهم التاريخية على “المظلومية” و”المؤامرة” و”التحكم” و”جهات نافذة” و”التشويش”، وهي كلها مصطلحات ينهل منها الحزب لتبرير فشله في تدبير الشأن العام خلال السنوات المقبلة منذ عهد زعيمهم عبد الاله ابن كيران، الذي سبق وأن أكد في مناسبات كثيرة عندما كان يترأس الحكومة بأن السياسة الخارجية للمغرب من اختصاص جلالة الملك ولا ينازعه فيها أحد، غير أن تدوينات أعضاء الحزب، مؤخرا، تناقض هذا التوجه.
وبغض النظر عما يصدر عن بعض أعضاء الحزب الاخواني من تصريحات فجة، فالأكيد أن قضية الصحراء المغربية أكبر من حزب العدالة والتنمية، الذي ليس سوى سياسي مثل باقي الأحزاب السياسية المؤثثة للمشهد السياسي، كما أن الاجماع الوطني والدولي حول قضية الصحراء سيرد كيد الخصوم في نحورهم مهما كانت توجهاتهم، وأجندتهم السياسية لأن الصحراء المغربية في النهاية قضية حياة أو موت للشعب المغربي قاطبة.