الرياضة

هذه تفاصيل الخرافة والسحر في المنظومة الرياضية بالمغرب

الدار/ صلاح لكومري

مازال بعض المهتمين والممارسين الرياضيين، بل وحتى بعض المسؤولين، يؤمنون بالخرافات و"التقواس" والبركة والنحس والعين الحسود في المنافسات، حتى إنهم لا يخجلون من اللجوء إلى هذه المعتقدات خططا بديلة تتحدى القوانين والأنظمة الدولية.

انتقال الكرة المغربية من النظام الهاوي إلى الاحترافي، لم يشفع لـ"علماء" البطولة وجهابذتها ومن سبروا أغوارها، للخروج من حالة شرودهم الفكري، إذ أنهم يؤمنون أن اللعبة إذا كان تسييرها أصبح رقميا، فإن تدبيرها مازال خرافيا.

قبل انطلاق مباراة اتحاد طنجة والوداد البيضاوي، أخيرا، دخل مجهول أرضية الملعب، وتوجه منتصب القامة، واثقة الخطى نحو مرمى "الكورفا نور"، حيث صب سائلا ملونا، وترك علامات استفهام كثيرة بين الجماهير في المدرجات، لكن إجابتها كانت واضحة وضوح الشمس مباشرة بعد 90 دقيقة.

أدرك معشر الوداديين أن المرمى إياها كانت محصنة بقوى خارقة للعادة ضد لاعبيهم، وإلا كيف تستعص الكرة على دخول الشباك رغم عشرات المحاولات، والمرة الوحيدة التي دخلت الكرة الشباك، رفض الحكم الكزاز الهدف بداعي التسلل، وفي الشوط الثاني رُفعت الحصانة عن المرمى إياها، وانفرجت أساريرها، لكن هذه المرة أمام لاعبي اتحاد طنجة، فأحرزوا فيها هدفا من خطأ هاوي ارتكبه ثلاثة من مدافعي الوداد دفعة واحدة، عاندتهم الكرة ورفضت مطاوعتهم بشكل غريب جدا، فقد تدرجت بين أقدامهم كأن بها مسا من الجن.

قال أحد العارفين بخبايا "اللعبة"، خبر الميادين طويلا، وصال وجال في مختلف الملاعب الوطنية، إن السائل إياه "فيه إن"، وأن الفعل "سحر أسود"، وأن الفاعل "ساحر" بدرجة محترف، فرد عليه بعض شباب "الفايسبوك" طالبين بالاستعانة بتقنية "الفار" لتحديد الأسباب والمسببات، ولما لا اللجوء إلى الاتحاد الدولي "فيفا"، للنظر في قضية اختلطت فيها الرياضة بالخرافة.

الواقع أن فريق اتحاد طنجة، انفرجت، أساريره، بشكل سحري في مباراتيه الأخيرتين، فبعد فوزه "الخارق" أمام الوداد البيضاوي، حقق فوزا لا يقل إثارة في مباراته الموالية، أول أمس (الأحد)، أمام الفتح الرباطي، ومن غرائب وعجائب الصدف، أن هذا الفوز، هو الأول في تاريخ اتحاد طنجة أمام الفتح في مدينة الرباط.

بعض رؤساء الفرق، خاصة الذين يخشون غضب جمهورهم، وفقدان كراسيهم، لا يخجلون من اللجوء إلى بعض الطقوس والمعتقدات البالية، مثل نحر عجل سمين أو كبش لا يقل سمانة، فوق أرضية ملاعبهم، طردا لنحس الهزائم ولعنة أصابت أقدام مهاجميهم، وأيضا طلبا للبركة، حدث هذا الأمر في مناسبات عديدة، وفي إحدى المرات، أثار مشهد الدم والثور المنحور فوق العشب أحد المدربين الأجانب، فسأل المسكين أحد أفراد طاقمه إن كان الرئيس يقدم قربانا لآلهة الكرة.

يحكي أحد وكلاء اللاعبين، أن رئيس فريق كان يمارس سنوات التسعينات في قسم الهواة، المسمى مجازا "قسم المظاليم"، كان يتعاقد مع دجالين أفارقة محترفين، في ثوب مدربين، ينحصر دورهم في إعداد خطط "سحرية"، وحين حقق الفريق الصعود إلى القسم الثاني، قرر الرئيس ذاته التوسع في مجال تعاقداته، وطلب من جامعة الكرة السماح له باستقطاب عشرات "المحترفين" الأفارقة، في إطار استباق سياسة انفتاح المملكة على القارة الإفريقية.

لا يقتصر الأمر على الرؤساء، فأحد المدربين المعروفين على الصعيد الوطني، سقط منه، يوما، حجاب في محطة للوقود، وحين سأله العامل في المحطة عن محتواه، رد عليه إنه خطة الفوز في مباراة الغد.

الناخب الوطني هيرفي رونار، وجد حظا لا مثيل له في القارة الإفريقية، حيث يرتدي قميصا أبيضا كثر عنه الحديث، وحوله من مدرب متواضع إلى "ساحر" فاز بلقبين مع منتخبين مختلفين، لهذا طالبه كثيرون بأن يجلس في دكة الاحتياط بقميص غير الأبيض، ليثبت كفاءته الذاتية، وليست السحرية.

الاتحاد الإفريقي لكرة القدم سبق له أن انتبه إلى الممارسات "الخرافية" في بعض الملاعب الإفريقية، وحذر بعض الفرق من الاستعانة بالقوى الخارقة للعادة، بل إنه دعا إلى عقد مؤتمر دولي وموائد مستديرة ومفاوضات ماراتونية في هذا السياق، لكن الاتحاد الدولي "فيفا" رفض، ورد بأن الساحر لا يفلح حيث أتى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى