بعد أن هاجمت الإمارات بسبب خطوتها التاريخية بالعيون…ضغوطات تدفع برلمانية “البيجيدي” الى حذف تدوينتها الشاردة
الدار / خاص
دفعت ضغوطات قوية مورست من جانب وزير التشغيل السابق، محمد يتيم، وسليمان العمراني، النائب الأول لحزب العدالة والتنمية، البرلمانية السابقة عن الحزب، خديجة ابلاضي، الى التراجع عن تدوينتها التي هاجمت فيها دولة الامارات العربية وشككت في نوايا فتح قنصلية لها بالعيون.
وحاولت ابلاضي عضو مجلس مدينة العيون والمقربة من عبد الاله بنكيران إظهار قرارها بالتراجع أنه جاء بوساطة بعض “الحكماء”، غير أن “البرلمانية تم توبيخها من قيادات كبيرة في الحزب بسبب خوف التنظيم من الزج به في مجال حساس كالدبلوماسية المغربية وفي قضية لم تكن ولن تكن أبدا مجالا لتصفية الحسابات بين الفرقاء السياسيين ومهاجمة الدول الشقيقة والحليفة للمغرب، كدولة الامارات العربية المتحدة.
وسبق أن عمد البرلماني عن دائرة العيون، إبراهيم الضعيف الى نشر تدوينة شاردة على حسابه في الفايسبوك تتضمن تشكيكا ظاهرا في النوايا على عادة قيادات الحزب الإخواني، والتنظيمات الاخوانية التي تنهل من قاموس المظلومية والمؤامرة والتشكيك لتبرير مواقفها السياسي، أو استمالة الناخبين تحقيقا للمزيد من المكاسب السياسية.
من جانب آخر، تجاهل الموقع الرسمي لحزب “المصباح”، أيضا، لحدث افتتاح الامارات لقنصلية بالعيون، جاء متسقا أيضا مع تجاهل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، للخبر، اذ لم ينشر تغريدة تتحدث عن الحدث على غير عادته كلما افتتحت قنصلية دولة ما في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو موقف يعكس في واقع الأمر عدم قدرة قيادات الحزب على التفريق بين قبعة الحزب الإخواني الموالي لقطر، وبين رئاسة الحكومة التي تعد شأنا عموميا تتطلب من صاحبها نوعا من الدبلوماسية وترك المواقف والأجندة الحزبية جانبا، خصوصا وأن الأمر لايتعلق هنا بموضوع للسجال والتدافع السياسي بقدر ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
وإذا كان حزب العدالة والتنمية يكن كل هذا الحقد الدفين للإمارات العربية المتحدة، فلماذا لا يبادر قياديو الحزب الذي تجمعهم بقطر وتركيا علاقات تنظيمية قوية الى دفعها لفتح قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية للمملكة، رغم أن اسلاميو المغرب يتبجحون في أحاديين كثيرة بعلاقاتهم القوية مع بعض القوى الإقليمية المؤثرة كقطر وتركيا على سبيل المثال، غير أنها علاقات قاسمها المشترك التشويش على المبادرات العربية، والتشكيك في كل النوايا الخيرة للبلدان.
وكان يجدر بحزب العدالة والتنمية وقياديوه أن يجتهدوا لانتزاع موقف مشابه للإمارات من تركيا وقطر يخدم قضية الصحراء المغربية في هذا السياق العالمي والإقليمي المتسم بضبابية الاصطفافات، والاسهام في تقوية الدبلوماسية الحزبية للأحزاب المغربية، كما نادى بذلك جلالة الملك محمد السادس في مناسبات كثيرة.
وشهدت مدينة العيون، عرسا دبلوماسيا متميزا، تمثل في افتتاح دولة الامارات العربية المتحدة لقنصليتها بالأقاليم الجنوبية، في خطوة غير مسبوقة في العالم العربي، بحضور رئيسي دبلوماسية المغرب والامارات، ناصر بوريطة، والشيخ عبد الله بن زايد، وهو ما من شأنه أن يفتح آفاقا أرحب أمام الأقاليم الجنوبية للمملكة في المجالات الاقتصادية التي تمتاز بها مدينة العيون.