أخبار الدارسلايدر

قضية الصحراء توحد قادة الأحزاب السياسية بعدما فرقهم “التدافع السياسي الديمقراطي”

الدار / تحليل اخباري

تعكس الزيارة الميدانية التي قام بها قادة الأحزاب السياسية الثمانية، صباح اليوم الجمعة، الى منطقة الكركرات بالصحراء المغربية، تشبتها بقضية الصحراء، والتفافها حول جلالة الملك من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية والسيادية للمملكة، وكذا مساندتها لقواتنا المسلحة الملكية.

ورغم أن هذه الأحزاب تتنابز بالألقاب، وتتراشق بالخطابات في عز الحملات الانتخابية، وداخل قبة البرلمان، بشكل يخال للمرء أنها ليست نفس القيادات التي اجتمعت اليوم بالكركرات، فان قضية الصحراء المغربية توحدها جميعا، كما توحد جميع أطياف المجتمع المغربي، وتضع قياداتها في صف واحد، بل وتساءلها حول مكانة قضية الصحراء المغربية في برامجها الانتخابية، ومدى اسهامها في الترافع لصالح القضية الوطنية الأولى للمغاربة.

وبقدر ما يعكس اختلاف هذه الأحزاب في تقدير تدبيرها للشأن العام، و”معاركها” في خضم الحملات الانتخابية، الجو الديمقراطي الصحي الذي تنعم به بلادنا، ايمانا منها بمبدأ التعددية السياسية والحزبية التي نص عليها سنة 2011، فان اختلاف مواقف هذه الأحزاب السياسية في قضايا تدبير الشأن العام يتوقف عند عتبة قضية الصحراء المغربية، وتقف صفا واحدا وراء جلالة الملك الذي يرسم بنظرته الثاقبة معالم الدبلوماسية الخارجية للمملكة عالميا وقاريا.

وأشادت الأحزاب في بلاغ لها عقب زيارة قادتها للكركارات،  ب”الأسلوب الحكيم والحازم الذي قاد به جلالة الملك محمد السادس حفظه الله تدبير ملف الكركرات على كافة المستويات، ومن خلال اتصالاته المكثفة ومساعيه السياسية، دوليا، لإرجاع الأمور إلى نصابها في احترام تام للشرعية الدولية”.

كما ثمنت “العملية المهنية والسلمية التي قامت بها قواتنا المسلحة الملكية، بأمرٍ سامٍ ومقدام من قائدها الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي مكنت من إعادة تأمين حركة مرور الأفراد والسلع بين المملكة المغربية وموريتانيا خصوصاً، وبين أوروبا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء عموماً”.

كما عبرت الأحزاب الثمانية عن “اصطفافها المتين وراء جلالة الملك في التصدي لكل مناورات أعداء وحدتنا الترابية، والتي تشكل تهديدا واضحا لأمن واستقرار المنطقة برمتها المعرضة لمخاطر الإرهاب والهجرة السرية والاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة والجريمة المنُظمة”.

واغتنم قادة الأحزاب السياسية الثمانية الفرصة لتشيد ” بمواقف المنتظم الدولي، والدول الشقيقة والصديقة الداعمة لقضية بلدنا ،حيث صار الجميع يُـدرك، أكثر فأكثر، مدى جدية مقترح الحكم الذاتي المغربي ، وعمقه التاريخي والحضاري، وأهميته كمقترحٍ ذي مصداقية لأجل الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل”.

من جهة أخرى، سجلت الأحزاب ب”كل ارتياح وثقة في المستقبل النهضة التنموية التي تعرفها جهتا العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، والتقدم الحاصل في تنفيذ المشروع التنموي الخاص بهذه المنطقة والذي أعطى جلالة الملك انطلاقته، واعتزازها بالاهتمام الخاص الذي يوليه جلالته للدفع بعجلة الجهوية المتقدمة بهذه الأقاليم بُغية التعجيل بمنحها الاختصاصات والموارد المالية والبشرية اللازمة في آفاق الحكم الذاتي الذي تقدمت به بلادنا لمجلس الأمن والذي وصفه بأنه مقترح جاد وذو مصداقية وقابل للتطبيق.”

وأوضح في بلاغها “كأحزاب وطنية وقوى حية ما فتئت تعبر عن مواقفها الوطنية الجادة والصريحة في دعم وحدتنا الترابية، على الانخراط المبدئي والتام وراء جلالة الملك حفظه الله، في التعبئة الشاملة لمناضلاتها ومناضليها، وتأطير المواطنات والمواطنين، لأجل مواجهة مناورات خصوم وحدتنا الترابية في مختلف المحافل الدولية، وصيانة وحدة الوطن والدفاع عن أمنه واستقراره، والرفع من إيقاع اليقظة المستمرة”.

وتأتي هذه الخطوة بعد العملية التي يقوم بها الجيش، بأمر من الملك محمد السادس، عقب الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات البوليساريو في المنطقة العازلة للكركرات، في الصحراء المغربية، التي قرر على إثرها المغرب التحرك في احترام تام للسلطات المخولة له.

كما أن حرص رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، على الاجتماع  مع زعماء الأحزاب السياسية المغربية، بتعليمات من جلالة الملك، يؤكد حرص المؤسسة الملكية على اشراك هذه الأحزاب في تطورات قضيتنا الوطنية، ايمانا من جلالته بدور التنظيمات الحزبية في ترسيخ الديمقراطية ودولة القانون التي ينشدها جلالة الملك لأبناء شعبه العزيز، وكذا ايمانا من جلالته بدور الأحزاب في تكوين الشباب و تشكيل الرأي العام.  وكلها إشارات قوية من جلالة الملك ورد قوي على القائلين بتبخيس الأحزاب السياسية، وتحجيم دورها في إطار ترسيخ الديمقراطية في بلادنا.

وضم الوفد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، وعزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، امحند لعنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محمد ساجد، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إضافة الى الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة.

زر الذهاب إلى الأعلى