لمرزوقي..الحراك الشعبي حرر الجزائريين من الخوف والنظام يتآكل أمام إرادة الشعب
الدار / خاص
قال الرئيس التونسي الأسبق، منصف لمرزوقي، ان “أهم شيء في الجزائر وجود الحراك، لأن تلك الصورة التي أعطاها الشعب الجزائري على امتداد أزيد من 50 جمعة مبهرة، حيث لم نكن نتوقعها أبدا، لأن الصورة التي كانت تبدو على الشعب الجزائري أنه ساكت وخامل في حين الثورات العربية بدأت في كل مكان والشعب الجزائري لم يتحرك، والناس كانت تتحدث عن غبار افراد وهي الكلمة المشهورة التي كان بورقيبة يصف بها الشعب التونسي”.
وأضاف في مداخلة له في ندوة حول “واقع ومستقبل الحريات والديمقراطية في الجزائر”، المنعقدة يوم الجمعة الماضي:” لكن فجأة نكتشف في الجزائر شعباً مواطناً رائع ففي تلك الفترة أريد أن أذكر أنه كانت فيه مشاكل في فرنسا “السترات الصفر”، وكنا نرى الفرق بين هذا الحراك الجزائري البالغ التحضر والانضباط والهيبة والمهابة، بينما الفرنسيون كانوا يخربون”
وأكد لمرزوقي أنه “أهم شيء حصل هذه السنة هو بروز هذا الشعب (شعب المواطنين) وهذا هو الشيء الرئيسي الذي عبره تظهر باقي الأشياء أنها ثانوية، يعني بروز الشعب الجزائري كشعب مواطنين هو الحدث الرئيسي والأساسي الذي وقع بالسنة الماضية، وابتداء من هذه اللحظة كل شيء سيتغير”.
وأشار الى أنه مرة أخرى الشعب الجزائري ربما غير واعي لأنه في قلب المعركة، لكن أنا كملاحظ أرى من منظور الخارج فبقيت منبهرا رأيت الثورات العربية لكن بقيت منبهرا بأداء الشعب الجزائري الذي تشكل من مواطنين، وابتداء من هذه اللحظة الدولة هي التي يجب أن تتعامل مع هذا الوضع الجديد وكل شيء سينجر عنه هذا التغيير الهائل الذي وقع بالجزائر”.
وأبرز الرئيس التونسي الأسبق أن “النظام الجزائري الآن لم تعد له أي طريقة للتعامل مع هذا الشعب الجدي، يعني هو تعامل طيلة مدة ما بعد الاستقلال على أنه يملك شعب رعايا وخائف، لكن الآن النظام في وضع لا يحسد عليه لأن كل الآليات التي ركبها طيلة هذه الستين سنة الآن أصبحت عديمة الفاعلية لأنه أمام شعب جديد، وهذا أهم شيء”.
وأوضح لمرزوقي أن “هذا الشعب الجديد لم يظهر من لا شيء، بل ظهر من المعاناة والحرمان والتجربة التي استنبطها وهو يشاهد الثورات العربية والتونسية والفلسطينية، وكل ذلك الزخم والتجربة نمت على امتداد 50 أو 60 سنة، لكن النظام بقي هو نفس النظام القديم بآلياته القديمة وتفكيره القديم وغريزته القديمة وهو حائر كيف يتعامل مع هذا الشعب الجديد، وهو لا يغير أساليبه وهنا يكمن التناقض الكبير ما بين شعب جديد ونظام قديم، شعب يغزو المستقبل وشعب بصدد الرحيل مع الماضي”.
وأردف قائلا :” وهكذا يجب أن يكون مفهوم الجزائريين أنهم هم المستقبل والتوجه لشعب المواطنين ودولة القانون والمؤسسات، هذه العملية بدأت ولن تتوقف، وهذا النظام هو نظام قديم متهالك وسيختفي شيئا فشيئا، وليس له القدرة على التعامل مع هذا الشعب الجديد وبالتالي فهذا النظام بالنسبة لي قضية محسومة وهو منتهي وسينتهي فقط قضية وقت عشر أو خمس سنوات لا أدري”.