تحركات المغرب الدبلوماسية تغير موقفي روسيا ونيجيريا من قضية الصحراء بعد عملية الكركرات
الدار / خاص
حققت الدبلوماسية المغربية نصرا كبيرا بعد أن أعلنت عشرات الدول دعمها الصريح للعملية التي انتهت بطرد ميليشيات جبهة “بوليساريو” من المنطقة.
في المقابل، وقبل عملية القوات المسلحة الملكية في الكركارات بأيام كانت روسيا تبدو كأقوى حليف يقف إلى جانب الطرح الانفصالي، من خلال امتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن الجديد بخصوص الصحراء الصادر بتاريخ 20 أكتوبر 2020 بسبب عدم تنصيصه الصريح على الدعوة لاستفتاء تقرير المصير بالصحراء.
في 18 نونبر جرى اتصال بين وزيري الخارجية المغربي ناصر بوريطة والروسي سيرغي لافروف، انتهى بتوجيه موسكو نداء إلى جميع الأطراف المعنية “لتعزيز وقف الأعمال العدائية وتهدئة التوتر الذي نشأ في الأيام الأخيرة في منطقة الكركارات”.
واكدت روسيا على “موقفها المؤيد لحل قضية الصحراء حصرا بالطرق السياسية والدبلوماسية وعلى أساس القانون الدولي المعمول به”، وهو ما بدا مناقضا لتوجه البوليساريو.
في 27 نونبر 2020، اعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أنها جددت اتفاق الصيد داخل المياه الإقليمية المغربية الذي يربطها مع روسيا المنتهي في مارس من هذه السنة، والذي يشمل مياه الأقاليم الصحراوية، ما يعني اعترافا ضمنيا بسيادة المغرب على تلك المناطق، ثم في 3 دجنبر الجاري سيدفع احتضان المغرب لجولات الحوار الليبي وزيرَ الخارجية الروسي إلى الاتصال بنظيره المغربي مجددا موقف بلاده بخصوص قضية الصحراء الداعي لاستئناف المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة دون أي إشارة لاستفتاء تقرير المصير.
إفريقيا كانت الجزائر تعتبر جنوب إفريقيا إلى جانب نيجيريا الضلعين المكملين للمثلث الذي يشكل أقوى داعمي الطرح الانفصالي في القارة الإفريقية، لكن تدريجيا لم تعد نيجيريا تدعم مقترح “استفتاء تقرير المصير”، وهو ما اتضح بشكل قطعي عقب عملية الكركارات، إذ فضلت الخارجية النيجيرية أن تلوذ بالصمت، بل إن سفر وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إلى هذا البلد الإفريقي لم يكن كافيا لحثه على إعلان دعمه للبوليساريو في مواجهتها مع المغرب.
وحاولت وكالة الانباء الجزائرية التغطية على انتقال بوقادوم إلى أبوجا للقاء نظيره جيفري أونياما، إذ أكدت أن اللقاء سيشمل التطرق إلى ملف الصحراء في ظل التطورات الأخيرة بالكركرات، لكن هذا الأخير كما هو الشأن لوكالة الأنباء الرسمية لبلاده، تجاهلا الحديث عن هذا الموضوع نهائيا.
وتؤكد هذه المواقف تراجع أطروحة الانفصال أمام المقاربة التنموية للمغرب، التي غلبت النهج التنموي على الأطروحات المتجاوزة للكيان الوهمي.