حنان عشرواي ترتمي في أحضان مخططات التقسيم والانفصال والمغاربة يصفون تصريحاتها بـ”غير المسؤولة”
الدار / خاص
سمحت “القيادية” الفلسطينية، حنان عشراوي، لنفسها بمهاجمة المملكة المغربية، دون وخز ضمير، بشكل جر عليها انتقادات لاذعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، الذين اعتبروا تصريحاتها كلاما غير متزن، ولا يليق بزعيمة فلسطينية تعرف أكثر من غيرها حجم الدعم الذي قدمه المغرب للقضية الفلسطينية ملكا وحكومة وشعبا.
وأكد رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن تصريحات حنان عشرواي في حق المغرب، وصحرائه، “عداء للوحدة الترابية للمملكة” و”استفزازا” و”إلحاق للأذى بالحب الجارف الذي يكنه الشعب المغربي لفلسطين”، الذي لايمكن لأحد كيفما كان أن يزايد فيه على المغرب.
وحنان عشراوي لم تكتف في هذه التصريحات الصحفية بالتشكيك في السيادة المغربية على صحرائه وإنما ذهبت أبعد من ذلك وقدمت بلدنا كما لو أنه “سلطة احتلال” لا يختلف في أي شيء عن الاحتلال الاسرائيلي.
وكتب مدير قناة “المغربية” عبد الصمد بنشريف، معلقاً على تصريحات عشراوي: “فجأة أصبح المغرب قوة استعمارية وغازية وهو يشجع بوضعية كهذه على استدامة الاحتلال الإسرائيلي. حرام عليك أستاذة حنان أن تنطقي أنت بهذا الكلام الشعبوي الذي يردده جنرالات لم يغادروا بعد منطقة الحرب الباردة وأوهام الشرعية الثورية ومليشيات يائسة في تندوف المغربية المحتلة من قبل الجزائر الراعي الرسمي لجبهة البوليساريو”.
ووصف بنشريف ما أقدمت عليه حنان عشراوي، بـ “سقطة” لا تليق أبدا بجامعية وناشطة سياسية ومنفتحة على ثقافات العالم”، داعيا إياها الى “التريث والتأكد من المعلومات والمعطيات التاريخية والسياقات والمواقف والعوامل التي كانت وراء ظهور نزاع الصحراء المفتعل حول مغربية الصحراء”.
وأضاف مدير قناة “المغربية” أن حنان عشراوي تحاول تأليب الشارع الفلسطيني ضد المغرب و تجييش مشاعر الغضب والحنق”، مشيرا الى أنها “اقترفت خطأ قاتلا، عندما ربطت بشكل ميكانيكيي بين قضية الصحراء المغربية و فلسطين المحتلة، وأطلقت العنان لكل الاتهامات في محاولة لإلحاق الأذى بالحب الجارف الذي يكنه الشعب المغربي لفلسطين”.
من جانبه، قال الناشط السياسي والصحفي، علال مهنين في تدوينة له على “فيسبوك” تعليقا على تصريحات حنان عشراوي: “لا نقبل تدخلك في شأن مغربي خاص لأننا لا نتدخل في شؤون فلسطين الداخلية وصراعات أجنحتها. الحذر الحذر من انزلاقات لن تكون أبدا في خدمة القضية الفلسطينية ياسيدة حنان”.
وتابع مخاطبا حنان عشراوي: “لدينا ما يكفي من القرائن للرد بقوة على تجاوزك حدود اللياقة المفروضة في قيادية تجاه بلد قدم الكثير والكثير للقضية الفلسطينية ولايزال، سنتصدى لمثل هذه الاستفزازات بما تفرضه المسؤولية الوطنية، لأن وطننا أولاً وأخيراً، ولأن وحدتنا الترابية فوق كل اعتبارات ظرفية”.
ولجأت حنان عشراوي الى أسلوب الشعبوية المقيتة، والتصريحات الرعناء، من خلال مهاجمة المملكة المغربية، بعد قرارها السيادي التاريخي القاضي بإعادة استئناف علاقاتها مع إسرائيل، معتبرة أنّ “محاولة ضم الصحراء الغربية ستشجع إسرائيل على ضم فلسطين ومواصلة حرمان شعبها من حقوقه المشروعة”.
وتنم هذه التصريحات عن فقدان “القيادية” الفلسطينية للحكمة المطلوبة في شخص مثلها خبر أروقة المنظمات الدولية، وارتمائها في أحضان مخططات الانفصال والتقسيم”، بشكل لا يخدم القضية الفلسطينية لا من قريب ولا من بعيد، بل ألبت عليها الشعب المغربي، الذي لن يسمح لأحد أن يزايد عليه في دعم الفلسطينيين في قضيتهم العادلة.
و بوضعها للقضية الفلسطينية في نفس الكفة مع مطالب جبهة “البوليساريو” بالانفصال، “أساءت حنان عشراوي، للقضية الفلسطينية التي يضعها المغاربة ملكا وشعبا في نفس مرتبة استكمال المغرب لوحدته الترابية، كما أكد على ذلك بلاغ الديوان الملكي، و حرص جلالة الملك بصفة رئيس لجنة القدس على مهاتفة الرئيس الفلسطيني، عباس أبو مازن، لاطلاعه على فحوى الاتصال الذي جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وعكس الذين يتهمون المغرب بـ”التطبيع” و “خيانة” القضية الفلسطينية الى غير ذلك من المفاهيم الدخيلة على المجتمع المغربي، اتخذت المملكة المغربية بشكل واضح لا لبس فيه، قرارا سياديا نابعا من أعلى سلطة في البلاد، المؤسسة الملكية، التي تلتف حولها كل القوى الحية، وتستنير بتوجيهاتها السامية كل المؤسسات في كل القضايا الاستراتيجية، بحكم مكانة هذه المؤسسة دينيا، ودستوريا، ووجدانيا، لدى الشعب المغربي.
كما أن قرار المغرب إعادة استئناف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل نابع، أيضا من انتصاره لصوت الحكمة والتبصر، فانتصر أولا لحقه على أرضه، و اختار مواجهة الحقائق بحس واقعي وبشجاعة ومسؤولية ووضوح منقطع النظير دون لف أو دوران، كما تفعل بلدان أخرى، وهو ما سيوفر الجهد للمملكة من موقع قوة لمواصلة مسيرتها الاستثنائية في البناء والنماء في الأقاليم الجنوبية، ولدعم وخدمة الفلسطينيين بشكل أقوى ومن موقع أقوى.