أخبار الدارسلايدر

معاداة تيار في “البيجيدي” لاستئناف المغرب لعلاقاته مع إسرائيل يكشف ارتباطاتهم ب”التنظيم  الدولي للإخوان” بقيادة الريسوني

الدار / خاص

 أماط بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الصادر، أول أمس الأربعاء، اللثام عن وجود تيار داخلي “متمرد”  معادي لقرار المغرب السيادي بإعادة استئناف العلاقات و الاتصالات الدبلوماسية مع إسرائيل، عندما تحدث البلاغ عن “هجوم طال الأمين العام للحزب، ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، من قبل بعض أعضاء حزب “المصباح” بعد توقيعه للإعلان المشترك بين المغرب وأمريكا وإسرائيل”.

استخدام البلاغ الصحفي لمصطلح “الهجوم” لم يكن اعتباطيا، بل  يؤكد حدة الموقف العدائي لتيار داخل حزب العدالة والتنمية تجاه قرار المملكة  القاضي بإعادة استئناف العلاقات مع إسرائيل، وهو  التيار أو الجناح المحسوب على التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، بقيادة أحمد الريسوني، عراب الاتحاد، المقيم في قطر و المستفيد من أموال نظام الحمدين، والذي لا يتوانى في حشد التأييد لخطوات الاتحاد عبر عرائض، كما وقع قبل أيام عندما روج الاتحاد لعريضة لمهاجمة قرار المغرب بإعادة استئناف علاقاته مع إسرائيل ضمت أكاديميين ومفكرين مغاربة، ومنهم المحسوبين على حزب “المصباح” وحركة التوحيد والإصلاح.

علاقات هذا التيار الداخلي بحزب العدالة والتنمية، المعادي لاستئناف العلاقات مع اسرائيل، يمكن فهمها انطلاقا من موقع أحمد الريسوني، والمكانة الاعتبارية التي يحظى بها داخل حركة التوحيد و الإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة و التنمية، وأحد أذرع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في المغرب.

بمجرد اعلان إعادة استئناف الاتصالات والعلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، تحركت أذرع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين داخل حزب العدالة والتنمية للتشويش على خطوة المملكة التاريخية، التي قادها الملك محمد السادس بحكمة وتبصر، حيث أجج هذا التيار أذرعه الدعوية والنقابية والطلابية على شبكات التواصل الاجتماعي لتسفيه قرار المملكة، وشيطنة تحركات الدبلوماسية المغربية بتنسيق محكم  مع باقي الحركات الاجتماعية اليسارية والإسلامية.

وبدا ذلك واضحا من خلال “الكتائب الالكترونية” لهذا التيار الداخلي “المتمرد” بحزب العدالة والتنمية، الذي تحدث عن استقبال باهت للوفد الإسرائيلي بمطار الرباط سلا القنيطرة، وكيف أن الاستقبال كان خليا من أية طقوس كما جرت على ذلك العادة في الاستقبالات الرسمية، وكذا عدم وجود أي مسؤول حكومي في المطار لحظة استقبال الوفدين الأمريكي والإسرائيلي.

ارتباط جزء كبير من أعضاء حزب العدالة والتنمية بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين بقيادة أحمد الريسوني، يبدو جليا من خلال اشادة عدد من أعضاء الحزب، بالعريضة التي أطلقها الاتحاد بإيعاز من قطر وضمت علماء ومفكرين وأكاديميين مغاربة برئاسة أحمد الريسوني لمعاداة المملكة المغربية في قرارها التاريخي بإعادة استئناف العلاقات والاتصالات الدبلوماسية مع إسرائيل.

كما يتضح هذا الارتباط في تغليف عدد من قياديي حزب العدالة والتنمية لمساعيهم السياسوية المقيتة و الدنيئة بزي الأخلاق، والتدين، والدين من خلال “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، الذي يضم في صفوفه أسماء لها سوابق في الدعوة والتحريض على التطرف والعنف والكراهية، و الارتزاق  بالقضية الفلسطينية.

وسبق أن وصفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، الواسعة الانتشار،  حزب العدالة والتنمية بـ”النسخة المغربية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين”، من خلال تبني تيار كبير داخل الحزب لأجندات وتوجهات التنظيم في عدد من القضايا الإقليمية، ومن أبرزها إعادة استئناف البلدان العربية لعلاقات مع إسرائيل، كما حدث في تجربة الامارات العربية المتحدة، و المغرب.

ورغم حرص قيادات حزب العدالة والتنمية على تبرئة أنفسهم من التبعية أو الانتماء إلى مدرسة “التنظيم العالمي للإخوان المسلمين”، وتبنيهم لتوجهاته الدعوية أو السياسية، على الأقل من منطلق أن التنظيمين الإسلاميين أو المنظمتين السياسيتين تدخلان في إطار ما يسمى جماعات “الإسلام السياسي”، الا أن قرار المغرب بإعادة استئناف العلاقات مع إسرائيل أوضح بشكل جلي أن جناح داخل حزب “المصباح” يرتبط بتنظيم أحمد الريسوني، ويعمل من داخل المملكة للتشويش على كل المساعي التي تنهجها الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس.

في احدى خرجاته الإعلامية حاول الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة الأسبق، عبد الاله ابن كيران، النأي بالحزب عن أي ارتباطات مع “التنظيم العالمي للإخوان المسلمين”، من خلال التبرؤ من الإخوان، و  تضمين خطابات قياديي الحزب الإسلامي المغربي كل الرسائل الممكنة لإقناع من يهمهم الأمر باختلافه عن باقي التجارب الأخرى الإسلامية في المنطقة.

و في ظل اشتداد الضغط على حزب العدالة والتنمية، محليا وإقليميا، ومع توالي الاتهامات الموجهة إليه بارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، التي توالت أيضا ضغوط بعض القوى الإقليمية -العربية تحديدا- عليها بل وإدراجها كمنظمة إرهابية؛ لم يجد عبد الاله ابن كيران، وعدد من قياديي الحزب،   إلا أن يقولوها بصوت عالٍ: “إن الحزب لا علاقة له بالإخوان المسلمين”، رغم أن الواقع لا يرفع لأن إعادة المملكة استئناف علاقاتها مع إسرائيل، وزيارة الوفد الأمريكي و الإسرائيلي للرباط أكد بالملوس أن هناك جناح داخل حزب العدالة والتنمية يؤمن بأجندات “التنظيم العالمي للإخوان المسلمين” ويسعى الى تنفيذها في المغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى