الإمارات تواصل إنجازاتها الطبية.. نجاح أول عملية زراعة قرنية اصطناعية
الدار / خاص
قام الجراحون في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، أحد مرافق مبادلة للرعاية الصحية، بعملية جراحية لزراعة أول قرنية اصطناعية، في دولة الإمارات العربية المتحدة، في محاولة لاستعادة نظر أحد المرضى.
وقال الدكتور صامويل نافون، رئيس قسم أمراض الجزء الأمامي من العين، وأمراض القرنية وعيوب البصر الانكسارية، بمعهد العيون، في المستشفى إن جراحات زراعة القرنية الاصطناعية هي جراحات مصممة لمن صارت الحالة المرضية لعيونهم متقدمة جداً، لأن حالتهم هذه لن ترشحهم للجراحات العادية، واستعمال قرنية اصطناعية يعني أن الجسم لا يستطيع أن يهاجم الزراعة، ولا أن يرفضها، فيبقى مركز العين صافيا، وهذا يمنح المريضَ نافذة جديدة على العالم.
وأوضح الدكتور نافون ذلك قائلاً: نحن نعطي المريضَ قرنية جديدة، قرنية لا يرفضها الجسمُ. وحول هذه القرنية، نستخدم نسيجاً مأخوذاً من متبرع بشري، نتوقع أن يرفضه جسم المريض، ولكن، ليس لهذا أي أثر على المريض، ولا على رؤيته، فهذا النسيج لا يوضع في ذلك الموضع إلا لضمان بقاء القرنية الجديدة في مكانها الذي زُرِعَت فيه.
إنجازات طبية كبيرة في سنة جائحة كورونا
بصمت دولة الامارات العربية المتحدة على إنجازات كبيرة خلال سنة 2020، وبدا ذلك جليا دولة في كيفية تعاملها مع انتشار هذا الوباء والحد من تداعياته عبر جملة من الابتكارات الخلاقة مثل تطوير تقنية لاكتشاف كورونا بالليزر تظهر النتائج خلال ثوان معدودة، واعتماد العلاج بالخلايا الجذعية للمصابين، والدخول بقوة على خط الجهود العالمية لإيجاد لقاح فعال ضد المرض.
وأسهم برنامج المسح الوطني والإجراءات الاحترازية الوقائية المتخذة في الحد من انتشار فيروس كوفيد-19، إذ انخفضت نسب الحالات المؤكدة من إجمالي الفحوصات في كافة مناطق الإمارة، فوصلت النسبة في مدينة أبوظبي إلى 0.3 % وفي الظفرة إلى 0.4 % وفي العين إلى 0.6 % .
تطوير تقنية سريعة لاكتشاف فيروس كورونا بالليزر
أعلنت الإمارات شهر ماي المنصرم، عن تطوير أداة جديدة تتيح إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة في خلال ثوان عبر أشعة الليزر ما يسمح بتوسيع دائرة الفحوصات على نحو غير مسبوق، وهذه الأداة من ابتكار مختبر “كوانت ليز” ذراع البحث الطبية في “الشركة العالمية القابضة” IHC” المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية.
اعتماد العلاج بالخلايا الجذعية للمصابين
شهر يونيو الماضي، أعلنت الإمارات تعافي أكثر من 2000 شخص مصاب بفيروس كورونا بعد تلقيهم العلاج في مركز أبو ظبي للخلايا الجذعية.
وأعلن “مركز أبو ظبي للخلايا الجذعية” في بيان أصدره، أنه نجح في زيادة عدد الحالات التي تم علاجها من 73 في التجربة السريرية الأولية، لتصل حتى الآن إلى أكثر من 2000 مريض أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، وحقق الشفاء التام لـ1200 منهم.
وجاءت هذه الزيادة الكبيرة في عدد الذين تلقوا العلاج “نتيجة الجهود الحثيثة التي بذلها الموظفون في المركز لعلاج أكبر عدد ممكن من الأشخاص بعد قرار حكومة دولة الإمارات بإتاحة العلاج مجانا لجميع مرضى كوفيد-19 الذين تتراوح حالتهم الصحية بين معتدلة إلى خطيرة”.
وأثبت العلاج، الذي يحمل علامة “UAECell19″، فعاليته وسلامته وانعكس ذلك في غياب تغييرات كبيرة في المضاعفات السلبية المبلغ عنها، وغياب أي ردود فعل خطيرة غير متوقعة مثل الحساسية المفرطة أو الخفيفة أو الوفاة المفاجئة” كذلك عدم وجود أي مضاعفات على الرئة، وذلك وفقا للنتائج التي أظهرتها الفحوصات الإشعاعية عقب استنشاق الرذاذ”.
الأولى عربيا في مواجهة فيروس “كورونا”
احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول إقليمياً والـ9 عالمياً على قائمة أكثر دول العالم أمناً في مواجهة جائحة فيروس «كورونا»، وذلك وفقاً للقائمة التي تنشرها مجموعة «ديب نوليدج» للأبحاث التقنية.
ويؤكد هذا الإنجاز على قدرة الامارات على احتواء ومحاصرة الفيروس الأمر الذي جعلها دوماً البلد الآمن في زمن الجائحة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وضمن العشرة الكبار عالمياً.
ولعل من أبرز العوامل التي ساهمت في السيطرة على الفيروس وخفض مستوى الإصابات وبدء مرحلة التعافي في مختلف جوانب الحياة هو اتباعها استراتيجية التوسع في إجراء الفحوصات.
قطاع صحي يتصدّى للتحديات العالمية بإنجازات نوعية
عرف قطاع الخدمات الصحية في دولة الإمارات منذ عام 1971 قفزات نوعية وإنجازات كبيرة، تتناسب مع التحديات الصحية المتجددة، وتواكب الأنظمة العالمية بشهادة الخبراء الدوليين، ومنظمة الصحة العالمية.
وتتبوأ دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في عدد المنشآت الصحية المعتمدة ومنها المستشفيات التي يحوز أكثر من 85 في المئة منها الاعتماد الدولي وفقاً لتقارير اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية «JCI».
الأولى عربيا في التعامل مع مخاطر الصحة العالمية
وتتصدر الإمارات وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، إقليم الشرق الأوسط في 19 مؤشراً ومعياراً يتعلق بالتعامل مع مخاطر الصحة العامة، حيث حققت الدولة أعلى نسب في تقييم القدرات الأساسية للدول الأعضاء من خلال التقييم الخارجي المشترك.
ويعتبر القطاع الصحي أكثر القطاعات نمواً في الإمارات، حيث يتوقع أن تصل نسبة النمو في الاستثمار بالقطاع الصحي إلى أكثر من (300%) خلال السنوات العشر المقبلة، كما يتوقع أن يرتفع إجمالي عدد أسرّة المستشفيات على امتداد الدولة ليصل إلى 14 ألف سرير بحلول نهاية هذه السنة، مقارنة بنحو 8000 سرير في عام 2010.
وأشارت دراسات سابقة إلى أن حجم سوق الرعاية الصحية في الإمارات يتوقع أن يصل إلى 71,56 مليار درهم منها قرابة 44.4 مليار درهم على الرعاية من قبل العيادات الخارجية للمستشفيات والمرافق الصحية بالدولة، ونحو 27,5 مليار درهم للأقسام الداخلية «التنويم» بالمستشفيات بمختلف أنواعها وأحجامها.
سنة 2021 بطموحات كبيرة
وتتطلع الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 إلى تطبيق نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية، كما تتطلع إلى ترسيخ الجانب الوقائي، وتخفيض معدل أمراض السرطان، والأمراض المتعلقة بنمط الحياة كالسكري والقلب، لتحقيق حياة صحية وعمر مديد.
وتسعى الأجندة الوطنية إلى تقليل مستوى انتشار التدخين، وتطوير جاهزية النظام الصحي للتعامل مع الأوبئة والمخاطر الصحية، لتكون دولة الإمارات الأفضل في جودة الرعاية الصحية بحلول 2021.
أفضل الوجهات العالمية للسياحة العلاجية
سمحت الثقة الدولية المتنامية بقطاعها الصحي لدولة الإمارات لتحتل أفضل مرتبة ضمن الوجهات العالمية للسياحة العلاجية في العالم، حيث سجلت مبيعات السياحة العلاجية في الإمارات 12.1 مليار درهم في 2018 بنسبة نمو قدرها 5.5% مقارنة بالعام 2017، وذلك وفقاً لتحليل أجرته غرفة صناعة وتجارة دبي منتصف هذا العام.
وتوقّع التحليل استمرار نمو مبيعات السياحة العلاجية في الإمارات إلى 19.5 مليار درهم بحلول العام 2023، أي بمعدل نمو سنوي تراكمي قدره 10.7 في المئة للسنوات الخمس المقبلة، وأطلقت الإمارات العديد من المبادرات والجهود لجذب السياحة العلاجية إليها.
التوجه نحو الذكاء الاصطناعي والخدمات الطبية الرقمية
اختارت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية نحو الذكاء الاصطناعي والخدمات الطبية الرقمية وجعلتها حجر الزاوية في أي تطوير وتحديث تجريه في أي مرفق طبي أو خدمة من خدماتها.
في نونبر 2015، أطلقت الإمارات صندوقاً للابتكار بقيمة ملياري درهم يهدف لتمويل الأفكار الابتكارية في القطاعات كافة، حيث تقوم وزارة المالية بإدارة هذا الصندوق والإشراف عليه بالتعاون مع مختلف المؤسسات والجهات المالية والتمويلية في الدولة، من خلال برنامج شامل يعمل على توفير الحلول التمويلية للمبتكرين في الإمارات ضمن القطاعات السبعة الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للابتكار بشكل خاص، وهي الطاقة المتجددة، والنقل، والصحة، والتعليم، والتكنولوجيا، والمياه، والفضاء.
و وضعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع خطة شاملة لدمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100 % في الخدمات الطبية، تنفيذاً لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات بمعدل 100 % بحلول عام 2021، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071 وإحداث تحول في مجال الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
وتسعى الوزارة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في أكثر من 100 مرفق طبي تابع لها موزعة على مناطق الدولة، ابتداءً من دبي ووصولاً إلى الفجيرة، من بينها 17 مستشفى و69 مركز رعاية أولية، بالإضافة إلى 9 مراكز للطب الوقائي، فضلاً عن 16 مركزاً متخصصاً، مثل مراكز الأسنان والثلاسيميا.