بقلم : يونس التايب
أشرقت شمس هذا اليوم، لنكون بذلك على بعد ساعات من سنة جديدة نتمناها سعيدة ومليئة بالخير والعطاء لوطننا وللإنسانية جمعاء. اليوم هو، أيضا، آخر أيام سنة كانت استثنائية بكل المقاييس، لما عرفته من آلام وتوتر وقلق وأحزان بفعل مخلفات الجائحة الوبائية لفيروس كورونا.
لكنني، أعتقد، رغم كل شيء، أن سنة 2020 كانت سنة مفصلية هامة جدا، منحتنا عدة دروس وعبر وخلاصات ذات حمولة قوية وبعد استراتيجي، لعل أهمها هي عودة توهج الروح الوطنية، وتعزيز الافتخار بالانتماء للمغرب، وتجديد الاعتزاز بالذات المجتمعية، وعودة تقدير الناس لقيمة الحياة، وفتح الأعين على واجب تثمين مكتسبات الوطن بكل موضوعية.
بشكل جازم، نحن بحاجة إلى استيعاب كل هذه الدروس والعبر، والاستفادة من خلاصات لا تقدر بثمن، حتى يكون العام المقبل جميلا، وتكون ما بعده من أعوام، أجمل وأسعد.
وفي رأيي، سيكون العام القادم أسعد إذا استطعنا أن نتقدم بسرعة أكبر على طريق تقوية عودة توهج الروح الوطنية، من خلال تثمين كنوز هويتنا المغربية، وتعريف الأجيال الجديدة بتميز قيمنا الأخلاقية وأمجاد تاريخنا، والنجاح في تدبير اختلافات وجهات نظرنا بشأن قضايانا، بحكمة ونفس وطني صادق ينحو للعدل ولا يهدر الطاقات في سجالات لا تصنع المستقبل الكبير الذي نطمح إليه.
العام الجديد سيكون أسعد إذا اجتهدنا أكثر من أجل تعزيز ديناميكية تثمين مكتسبات الوطن، من خلال الاستثمار في ثقافتنا الوطنية، وفي الابتكار والبحث العلمي، وفي تجديد أنماط التدبير، ورفع التنافسية وتشجيع الاستثمار، وتأهيل التعليم وعصرنة التكوين، وإطلاق طاقات الشباب، ودعم الإبداع الراقي وتشجيع الإعلام الاحترافي المنضبط لأخلاقيات المهنة.
وسنكون أسعد خلال العام الجديد، إذا جسدنا افتخارنا بالانتماء للمغرب عبر مزيد من المشاركة في الحياة العامة، والترافع عن قضايانا الوطنية، والدفاع عن مصالح بلادنا، والمساهمة بالرأي في النقاش العمومي في إطار الاحترام التام لثوابت الأمة المغربية، وللقانون والمؤسسات.
وسيكون العام الجديد رائعا، إذا شجعنا ديناميكية الاعتزاز بالذات المجتمعية، من خلال تحقيق مزيد من المكتسبات والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية لكل مواطنة ومواطن، وخصوصا الأطفال والشباب والأشخاص الضعفاء غير القادرين على التكفل بأنفسهم، والذين من حقهم علينا رعايتهم ودعمهم ومواكبتهم لتحقيق اندماج حقيقي.
سنكون أكثر طمأنينة خلال العام الجديد، إذا جعلنا تقدير الناس لقيمة الحياة طاقة إيجابية تشيع الأمل والتضامن والأخوة بين أبناء وطننا، وتقوي ثقافة احترام الانضباط للقانون ولأخلاقيات وضوابط العيش المشترك، وتمكنا من الانصهار الوجداني في طموح وطني جامع لتحقيق ازدهار اقتصادي واجتماعي وثقافي بقيم تامغربيت الأصيلة.
على أمل تحقيق كل ذلك، لكم محبتي، وصادق الأماني بأن يدوم لكم الحفظ من كل سوء، ويدوم المجد والعلا لوطننا المغرب.