دبلوماسي: الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء فعل سياسي وقانوني قوي
أكد القنصل العام للمملكة في مونتريال، فؤاد القدميري، أن القرار الأمريكي بالاعتراف بمغربية الصحراء فعل سياسي وقانوني قوي يأتي امتدادا للموقف الثابت للإدارة الأمريكية الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي.
وقال القدميري، في حوار مع صحيفة “Maghreb Canada Express” الشهرية حول أبرز الأحداث التي شهدها المغرب في عام 2020، إن “العلاقات التاريخية القائمة بين الولايات المتحدة والمغرب لطالما سمت فوق مختلف الإدارات”.
و أضاف أن العديد من الدول تؤكد اعترافها بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، مبرزا أن تلك الدول تفعل ذلك عن اقتناع و عن معرفة بالتاريخ الأصيل للمغرب، الذي طالما كانت الصحراء جزءا لا يتجزأ منه.
وتابع الدبلوماسي أن هذا الاعتراف “يتم في احترام للقانون الدولي وهو ما يعكسه العدد المتزايد للبلدان التي فتحت قنصليات لها بكل من العيون والداخلة، والتي بلغ عددها إلى اليوم 19 قنصلية، علاوة على قنصلية أمريكية سيتم افتتاحها قريبا”.
وأشار إلى أن الاعتراف الأمريكي، إلى جانب افتتاح قنصلية في الداخلة قريبا، ستكون له أيضا نتائج إيجابية على المستوى الاقتصادي وسيعزز مسيرة التنمية التي أطلقتها المملكة في أقاليمها الجنوبية، مبرزا أن هذه الديناميكية التي أطلقتها المملكة والمدعومة ببلد مؤثر على الساحة الدولية من مستوى الولايات المتحدة ستخلق بدون شك فرصا جديدة بالمنطقة بأسرها.
وقال إن آخر تطورات القضية الوطنية تأتي لتتوج الجهود المتواصلة للدبلوماسية المغربية التي تعمل تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن التدخل الذي قام به المغرب على مستوى المعبر الحدودي بالكركارات، يشكل رد فعل على العرقلة المتعمدة لحركة المرور بهذا المعبر لمدة ثلاثة أسابيع من قبل عناصر من “البوليساريو”.
و في معرض رده على سؤال حول تفاعل مغاربة العالم مع هذه التطورات الأخيرة، قال القدميري إن الجالية المغربية بالخارج قامت بدور هام في الدفاع عن مصالح المملكة، وعلى رأسها وحدتها الترابية.
واعتبر القدميري أن تعبئة هذه الجالية في كل ربوع العالم في أعقاب التطورات الأخيرة حول القضية الوطنية تؤكد الحضور المتميز لهذه الفئة كلما تعلق الأمر بدعم قضايا الوطن الأم، مضيفا أن هذا الحضور ملموس أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من أفراد هذه الجالية عن دعمهم وتضامنهم واعتزازهم بالانجازات الدبلوماسية الأخيرة للمملكة.
كما أكد الدبلوماسي المغربي، في معرض حديثه عن علاقة المغرب بجاليته اليهودية في مختلف أنحاء العالم، أن هذه الروابط لها طابع خاص وتستمد جذورها من التاريخ المتفرد للمملكة، مشددا على أن جلالة الملك، بصفته أميرا للمؤمنين، أحاط دوما الجالية اليهودية المغربية بسابغ رعايته.
وأضاف أن الجالية اليهودية المغربية بمختلف ربوع العالم حافظت، من جهتها، على روابطها مع المغرب وتظل حاضرة دائما في القضايا الكبرى للأمة، وهو ما تدل عليه مختلف رسائل الدعم الموجهة إلى المغرب وقضيته الوطنية من أفراد هذه الجالية وممثليها.
وأبرز القدميري خصوصية السياق المغربي الذي يتميز، من جهة، بوجود جالية يهودية مغربية هامة تحافظ على علاقات عائلية وعاطفية مع المغرب، ومن جهة أخرى، بموقف البلاد الثابت من القضية الفلسطينية ودعمها الراسخ للشعب الفلسطيني.
المصدر: الدار– وم ع