القصيبة “جوهرة” الأطلس: في معطفها الثلجي تصبح أكثر جاذبية وسحرا
ازدانت “القصيبة” الرابضة عند سفح الجبال على بعد 55 كيلومترا من بني ملال، هذا الأسبوع بفستانها الأبيض البهيج بعد التساقطات الثلجية الأخيرة الذي طالت مرتفعات الأطلس، مانحة لساكنتها وزوارها لحظات ممتعة، ومناظر طبيعية رائعة تدعو إلى اكتشاف هذه المدينة الصغيرة ، الملقبة بلؤلؤة أطلس.
لذلك تبدو القصيبة، الواقعة على ارتفاع 1042 مترا فوق مستوى سطح البحر، مدينة ساحرة وسط مناظر طبيعية شاعرية تزينها نباتات غنية وخضراء طيلة أيام السنة.
لتأتي الثلوج، التي أضاءت منذ عدة أيام قمم الجبال المجاورة، وتضيف سحرا خاصا على روعة المكان، وتضفي على الموقع جوا فردوسيا حالما.
ففي وسط هذا المشهد السحري، ينتصب منتزه تاغبلوت الطبيعي، أحد الفضاءات السياحة المغربية الرفيعة، ومناطق الجذب الرئيسية في منطقة بني ملال.
بمجاريه المائية المتعددة التي تتدفق من جبال الأطلس المتوسط وغطائه النباتي الوفير، يقدم منتزه تاغبالوت، التي تعني باللغة الأمازيغية “مصدر المياه العذبة”، نفسه باعتباره ملاذا وواحة سلام وراحة لجميع الزوار الباحثين عن الهدوء والسكينة.
وقد شهد المنتزه، الذي غطته طبقات ورقاقات من الجليد منذ يوم الأحد الماضي، تدفق حشود قياسية، حيث تحدى العديد من الزوار البرد القارس وخاطروا بالخروج عبر الطرق الثلجية والجليدية التي تؤدي إلى هذه النقطة الصيفية هذه، لاكتشافها بشكل مختلف وقد ارتدت حللها الشتوية الرائعة.
في هذا السياق صرح يونس (طالب) “لقد مرت أكثر من ثلاث سنوات منذ تساقط الثلوج في تاغبلوت. وبمجرد أن علمنا بوجود من جديد ، لم نتردد في التنقل إلى بني ملال للحضور والاستمتاع بالمناظر الطبيعية..”.
وأسر يونس “تبقى هذه المشاهد ممتعة ونادرة: أن تتملى برؤية هذا المعطف الأبيض الضخم الذي يلف المنتزه بأكمله”، مشيرا إلى أنه لم يشاهد هذا المنظر البديع منذ فترة طويلة جدا.
من جهته أعرب صديقه أمين، عن سعادته الغامرة لاكتشاف هذه البلدة الصغيرة وقد اكتست حللا بهية.
وأضاف “إنه مشهد نادر هذا الذي نراه أمامنا اليوم. نحن محظوظون حقا بهذا الجمال الذي يحيطنا من كل حدب وصوب..”.
وبدوره أكد خالد الشاب الملالي الذي اجتذبه سحر القصيبة، أنه لن يفوت فرصة زيارة هذه المدينة الصغيرة التي تضم 20 ألف نسمة، كلما تساقطت الثلوج على مرتفعات الأطلس.
وصرح قائلا “إن الدفء والترحيب الذي حفتنا به ساكنة المنطقة ولطفهم جعلنا ننسى البرد ومشاق الرحلة..”.
في المقابل طفق ياسين، مسير إحدى المقاهي في تاغبلوت”، وعلامات الفرح بادية على محياه، في الترحيب بزوار هذا الفضاء الخلاب: “مرحبا بكم في إفراننا الصغيرة”، مضيفا ” أنا سعيد جدا بالثلوج التي افتقدناها طويلا”.
ستظل هذه المدينة الصغيرة، بمناظرها الطبيعية البديعة وغطائها النباتي الوفير ومؤهلاتها السياحية الكبيرة خاصة السياحة البيئية بثراء مواقعها الخلابة، وجهة مفضلة للسياح الراغبين في الاستمتاع بطبيعة مختلفة ولحظات سفر تجمع بين المتعة الحسية والجمالية الشاعرية.
المصدر: الدار– وم ع