التعليم الأولي.. جهة الرباط ترفع سقف الطموحات
في غضون سنوات قليلة، تم بذل مجهود كبير في مجال التعليم الأولي بجهة الرباط – سلا – القنيطرة، حيث يتجاوز عدد المسجلين نسبة الثلثين.
إن هذا الورش، باعتباره ذا أثر اجتماعي قوي، يستفيد في جزء كبير منه من مساهمات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والموجهة نحو تعميم التعليم الأولي وتنمية الموارد البشرية. وبلغة الأرقام، فإن ما لا يقل عن 115 ألفا و370 طفلا تم تسجيلهم بالتعليم الأولي برسم سنة 2019 – 2020، من ضمنهم 35 ألفا و763 بالتعليم العمومي (45.53 بالمائة بالوسط القروي)، بحسب الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط – سلا – القنيطرة.
بالإضافة إلى ذلك، فقد تمكن حوالي 30 ألف تلميذ من الالتحاق بالتعليم الأولي الخصوصي، أي بزيادة بنسبة 25.88 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية، بينما تم تسجيل 49 ألف و700 آخرين بالتعليم الأولي التقليدي (43.12 بالمائة).
وهكذا، فقد رأت العديد من المشاريع النور على صعيد الجهة، وذلك لخدمة تعميم التعليم الأولي، لا سيما بالوسط القروي، في إطار تجسيد روح المساواة وتعزيز تكافؤ الفرص.
ويتعلق الأمر، بشكل خاص، بافتتاح العشرات من وحدات التعليم الأولي، والتي تم إنجازها في إطار برنامج تحفيز التنمية البشرية وتشجيع الأجيال الصاعدة.
وتهدف هذه المشاريع إلى دعم التعليم بالوسط القروي من خلال إحداث وإعادة تأهيل وتجهيز وحدات التعليم الأولي، وكذا تأطير وتدبير الوحدات المنجزة، وتنظيم النسيج الجمعوي الذي يعمل في هذا المجال، من أجل ضمان استمرارية وجودة الخدمات المقدمة.
وقد تركز العمل الهادف إلى دعم تعميم التعليم الأولي، المبذول في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشكل أساسي بالوسط القروي والمناطق النائية حيث تم بناء مئات الفصول الدراسية أو إعادة تهيئتها.
ويتضح هذا الأمر جليا من خلال الزيادة الملحوظة في الدعم الممنوح للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين على مدى السنوات الثلاث الماضية.
فقد بلغ إجمالي الدعم الممنوح للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بالمملكة 3.9 مليار درهم برسم قروض الأداء و3.1 مليار درهم برسم اعتمادات الالتزام لسنة 2019.
على سبيل المثال، وبإقليم سيدي قاسم، فقد تميزت سنة 2020 بإطلاق عدد من المشاريع التي تروم دعم التعليم الأولي بالوسط القروي بالإقليم.
وهكذا، يعد توفير حافلات مدرسية وتدشين وحدات للتعليم الأولي، في أفق استفادة 40 في المائة من دواوير الإقليم، من أبرز المنجزات التي تحققت في إطار برامج المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلقة بتحفيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة.
وقامت الأكاديمية، خلال هذا الموسم الدراسي، بتوفير اللوازم الديداكتيكية ووسائل العمل لأزيد من 830 قسم للتعليم الأولي، وإدماج 795 مؤسسة تعليمية عمومية وخصوصية بالجهة محتضنة لأقسام التعليم الأولي في البرامج التربوية البيئية. وبلغ عدد الأطفال في وضعية إعاقة بالتعليم الأولي 240 طفلا(ة) منهم 132 طفلا(ة) بالتعليم العمومي.
يشار إلى أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ستساهم، بشراكة مع قطاع التربية الوطنية، في تعميم التعليم الأولي في هذه المناطق، من خلال بناء 10 آلاف وحدة جديدة للتعليم الأولي وإعادة تأهيل 5 آلاف وحدة.
ويذكر بأن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019 – 2023) تروم تركيز برامج المبادرة حول تنمية الرأسمال البشري، والدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة ودعم الفئات في وضعية هشة، وذلك وفق منهجية ترتكز على حكامة مبتكرة وتحقيق المزيد من الانسجام والفعالية.
كما تسعى إلى تعزيز المكتسبات المحققة في المرحلتين الأولى والثانية من المبادرة، وفقا للدينامية التي تم إطلاقها. وتشمل هذه المرحلة أربعة برامج تهم تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، والدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.
المصدر: الدار– وم ع