الصومال..تدخل تركي لتأجيج حرب داخلية وإقامة نظام مستبد
الدار / خاص
شهدت مدينة بلد حاوة عشية الـ 25 يناير الجاري، مواجهات دارت بين قوات الدراويش التابعة لولاية جوبالاند وقوات غورغور الحكومية التي تتلقى التسليح والتدريبات العسكرية من تركيا، وأسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 15 شخصا.
ورغم أن الحكومة الفيدرالية تحاول تصويرها على أنها حرب بين دولتين محاورتين هما كينيا والصومال، فإنها في واقع الأمر تظهر مدى انخراط تركيا في حرب داخلية صومالية.
الوجود التركي في الصومال يعود إلى عام 2010م، عندما قدّمت تركيا مساعدات إنسانية إلى الصومال إثر موجة جفاف أودت بحياة أكثر من ربع مليون صومالي، غير أن المنظمات وهيئات الإغاثة التركية التي وفرت الدعم الإنساني للشعب، حل محلها بعد انتهاء فترة الجفاف شركات تركية عملاقة تحكمت في إدارة الميناء الرئيسي بمقديشو ومطار آدم عدي الدولي في العاصمة مقديشو، إلى جانب إدارة مؤسسات ومراكز صحية وتعليمية في طول البلاد وعرضها.
وانتقل التأثير والتدخل التركي في الأوضاع الصومالية خلال العقد السابق من المجالات الإنسانية والاستثمارية، الى السعي في الآونة الأخيرة لتنفيذ خطة قطرية تهدف إلى إقامة نظام إداري مستبد في الصومال موال للمحور التركي القطري.
تشرف القاعدة العسكرية التركية في مقديشو (تركصوم) على تدريب نوعين من القوات الصومالية ذات التدريبات العالية وهما: (هرمعد وغورغور) فالنوع الأول يتولى مهام الشرطة العسكرية، والنوغ الثاني يمثل جزءا من القوات المسلحة الصومالية.
وتتلقى جميع هذه القوات الأوامر والتعليمات من القيادة العسكرية التركية في قاعدة تركصوم، كما أنها تنفذ بعض العمليات العسكرية والأمنية المسيسة والمستهدفة لبعض ساسة الصومال.
ويتساءل متتبعون للأوضاع الداخلية في الصومال والتدخل التركي، حول مدى إمكانية مواصلة تركيا نشاطاتها في الصومال في حال فشل عودة النظام الحالي إلى الحكم، وذلك بسبب تورّط الأتراك في قضايا داخلية شائكة مثل مواجهات طوسمريب وغيذو وقمع المتظاهرين السلميين في مقديشو.