روسيا تخيب آمال النظام الجزائري في قضية الصحراء وتكتفي بجبر خاطر العسكر بتصريحات سابقة
الدار / خاص
يبدو أن النظام العسكري الجزائري فشل في دفع روسيا الى اتخاذ موقف “أكثر تقدما” و”وضوحا” في قضية الصحراء المغربية، كما كان يأمل ذلك، اذ لم تخرج التصريحات التي أدلى بها السفير الروسي بالجزائر، ايغور بيلياف، أول أمس السبت، عن المواقف السابقة لموسكو، حيث اكتفى الدبلوماسي الروسي بالقول بأن “هناك دول تعرقل تعيين مبعوث أممي خاص إلى الصحراء الغربية، دون أن يشير إلى أي دولة بالاسم”، وفي ذلك محاولة لإرضاء النظام الجزائري، الذي يسابق الزمن لإنقاذ ماء وجهه ووجه الجبهة الانفصالية بعد أن مني بهزائم مدوية في الأشهر الأخيرة.
وقال السفير الروسي خلال استضافته على قناة النهار الجزائرية “لا نفهم أسباب تأخر الأمم المتحدة في تعيين مبعوث خاص بالملف الصحراوي”، منتقدا اهتمام الأمم المتحدة بحل النزاع الليبي، أكثر من اهتمامها بحل قضية الصحراء”.
وتابع “في الأيام الأخيرة كانت هناك قرارات خارج الشرعية الدولية بخصوص الملف”، في إشارة منه إلى الاعتراف الأمريكي بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء الغربية”، وهو موقف في واقع الأمر لا يشكل أي تقدم في مواقف روسيا اذ سبق وأن عبرت عن ذلك مباشرة بعد قرار الرئيس الأسبق ترامب، التاريخي، اذ اعتبرت آنذاك على لسان نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوجدانوف، القرار الأمريكي بأنه “انتهاك للقانون الدولي”.
ويعزى التخوف الجزائري، و السعي الدائم الى الاستنجاد بموسكو، الى دعم العديد من المداخلات بمجلس الأمن لموقف الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص مبادرة الحكم الذاتي، علاوة على أن الجزائر تضغط من أجل تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء في أسرع وقت ممكن، وذلك بعد المكاسب التي حققها المغرب في قضية الصحراء، منذ تحرير معبر الكركرات، ووصولاً إلى القرار الأمريكي الذي شكل صدمة لدى داعمي ميليشيات البوليساريو، وحاضنتهم الجزائر.