أخبار الدارسلايدر

“المعطيات الصحية للمواطن”.. تضع رفاق عزيز غالي في مواجهة صريحة مع القانون

كشفت مصادر متطابقة، أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تعتزم، في ناظر الأيام القادمة، إطلاق تطبيق معلوماتي على شبكة الأنترنت، وصفته بأنه عبارة عن “منصة إلكترونية للتبليغ والوشاية عن إخلالات ونواقص سير عملية التلقيح” التي أطلقتها بلادنا في الآونة الأخيرة لتحصين المواطنات والمواطنين المغاربة ضد عدوى جائحة كوفيد-19.

وتشير ذات المصادر، أن رفاق عزيز غالي أعدوا استمارة استبيان تتضمن خانات يجب تعبئتها ممن يبادرون بالوشاية والتبليغ عن التجاوزات المفترضة، تتضمن أسئلة تتعلق بهوية المبلغ ومقر سكنه والأعراض الناجمة عن التلقيح، علاوة على معطيات أخرى تدخل في إطار المعلومات ذات الطابع الشخصي والصحي.

ومن المنتظر، أن تفرز هذه الاستبيانات سجالا قانونيا وطبيا حادا، وأن تتسبب في نقاش عمومي وبوليميك تواصلي في وسائط الاتصال الجماهيري ومنصات الإعلام البديل، على اعتبار أن المعطيات التي يطلبها رفاق عزيز غالي تدخل في إطار المعطيات الصحية الحساسة المشمولة بالحماية القانونية التي أقرها القانون 09.08، وذلك حسب ما أكدته مصادر الموقع.

فالفقرة الثالثة من المادة الأولى من القانون أعلاه تصنف المعطيات الصحية والجينية ضمن المعطيات الحساسة التي تخضع معالجتها للتصريح والإذن المسبق من طرف اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي. أما المادة 24 من نفس القانون فتلزم المسؤولين عن معالجة المعطيات الحساسة أو ذات الصلة بالصحة بضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات الملائمة بغرض الحيلولة دون ولوج أي شخص غير مأذون له إلى المنشآت المستعملة لمعالجة هذه المعطيات..الخ.

وعلاوة على هذا الإشكال القانوني الذي تطرحه “استبيانات الوشاية” التي تعتزم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إطلاقها على شبكة الأنترنت، تثار إشكاليات أخرى حول المسوغات القانونية التي تخول رفاق غالي جمع هذه المعطيات الحساسة وذات الطابع الشخصي، وكذا الآليات الحمائية المزمع اتخاذها لتأمينها رقميا ومعلوماتيا ضد عمليات الدخول غير المشروع بواسطة الأنظمة المعلوماتية.

وعلى صعيد آخر، أبدى عدد من المهتمين بهذا الموضوع امتعاضهم من تحويل البعض آليات العمل الحقوقي إلى معارضة سياسية لكل ما هو رسمي، بدل الانخراط في تطوير وتجويد الجهد العمومي الرسمي ومواكبته، من خلال تقديم المقترحات القمينة بانجاح عملية التلقيح، وإطلاق حملات توعوية لتحسيس المواطنين بوجوب الإقبال على هذه العملية، لتحقيق مناعة كبيرة قادرة على وقاية الشعب المغربي من ارتدادات الموجات الجديدة للجائحة.

زر الذهاب إلى الأعلى