الدار / خاص
دعا عبد اللطيف بنصفية، مدير “مركز الأبحاث والتربية الإعلامية” إلى الترافع من أجل إقرار حق المواطن المغربي في التربية الإعلامية ببلادنا.
وطالب بنصفية في مرافعة نشرها على صفحته الخاصة بالفايسبوك”، إلى إقرار حق المواطن المغربي في التربية الإعلامية كحق يؤمن له المشاركة الفعلية في الحياة العامة وفي تدبير رأيه و ممارسته الديمقراطية إلى جانب وسائل الإعلام وفقا لمقتضيات الدستور.
وسجل مدير المعهد العالي للإعلام و الاتصال بالرباط عدم تكافؤ صيغة التعاقد بين الإعلام والمواطن، كون هذا الأخير يتعرض للوسائط الإعلامية وخطاباتها دون حماية ظنا منه أنها تخدم مصالحه وتلبي انتظاراته وفقا لذات للتعاقد الذي أجمعت عليه مختلف الاجتهادات العلمية في المجال الإعلامي”، يؤكد عبد اللطيف بنصفية.
وأبرز في بسطه لحيثيات و أسباب مطالبته باقرار حق المواطن في التربية الإعلامية، أن “وسائل الإعلام هي أدوات لتداول وإشعاع الإيديولوجية المسيطرة يمكنها إحداث تأثيرا عميقا على تنظيم العلاقات الاجتماعية، وكذا على شعور وقيم وسلوك الأفراد”.
وأشار في هذا الصدد إلى أن “تأثير الإعلام له علاقة بالآراء المتاحة سلفا وبشبكات العلاقات الشخصية وبدور قادة الرأي”، مؤكدا أن “وسائل الإعلام لا تعكس جميع الآراء المتاحة في الفضاء العمومي وإنما جزء منه “مسموح له” بذلك حسب “إجماع مصطنع”.
واعتبار لكون اختيار المادة الإعلامية التي يحبذها الجمهور يرجع أيضا إلى سلطة هذا الأخير، يشير عبد اللطيف بنصفية، فان آثار وسائل الإعلام ليست مباشرة حيث يتم الحد من مفعولها عند الاستقبال”، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام تسهم بالفعل في توحيد الجسم الاجتماعي حول ثقافة مشتركة إذا تم التعامل مع رسائلها بوعي ومسؤولية”.
وشدد مدير المعهد العالي للإعلام و الاتصال على أن “التربية على وسائل الإعلام أو التربية الإعلامية تمكن من التوعية لخلق إطار جديد و دائم يشجع وينشط الحوار والنقاش بين مختلف الفاعلين، وذلك بالتدريب على الإلمام الصحيح بدور الإعلام والفهم الدقيق لتقنياته ولخطابه والاستعمال الفعال لأدواته والإشعاع الواسع لثقافته”.
وفي هذا الإطار، لافت عبد اللطيف بنصفية الإنتباه إلى أن دور التربية الإعلامية يتمثل في كونها توفر لفئة الشباب خاصة القدرة على فهم الرسائل والخطابات الإعلامية (معلومات/آراء) بشكل جيد، كما تجعلهم، يضيف المتحدث، “يستعملون برزانة وفعالية الأدوات والوسائط الإعلامية في مناسبات شتى، وتمكُنهم من تملك أدوات التعبير وثقافة التواصل التقليدية والحديثة. التربية الإعلامية هي قضية حماية ذاتية وقضية مواطنة”.
كما أوضح مدير مركز الأبحاث والتربية الإعلامية أن “التربية الإعلامية تعد إطارا ثقافيا ونقديا لضبط الرسائل والخطابات الإعلامية، كما تمكن من فهم النشاط الإعلامي في مواصفاته المهنية والأخلاقية الحقيقية المتداولة عالميا، فضلا عن كونها آلية للحماية الذاتية والجماعية من الاستعمال الهدام أو المغرض لوسائط الإعلام خاصة الجديدة منها.
لذلك، يؤكد عبد اللطيف بنصفية، فالتربية الإعلامية هي دعامة أساسية في بناء فضاء عمومي مواطن بالمغرب يرقى بالإنسان ويقود تنمية المجتمع”، مشيرا إلى أنها كفيلة بمد المواطنين والفاعلين ليس فقط بالأدوات الإعلامية التي تجعلهم يبلغون آراءهم للرأي العام، وإنما أيضا لإقناع وسائل الإعلام حتى تنفتح هذا الأخيرة عليهم وعلى قضاياهم”.
وخلص مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال في مرافعته إلى أن “تمكن مختلف الفاعلين من أدوات وثقافة وسائل الإعلام التقليدية والحديثة هو الضامن لخلق فضاء عمومي مواطن من شأنه تجميع وتحفيز الفاعلين للخوض في مختلف جوانب النقاش العمومي الذي يروم الدولة والمجتمع والمؤسسات والحياة اليومية وفقا لشروط وقواعد المواطنة.